إلى أواسط آسيا وغربا إلى الأندلس والمحيط الأطلسى، فكان طبيعيا أن يولعوا بالرحلات والأسفار والتعرف على البلدان القريبة والبعيدة والمسالك المؤدية إليها.
وطبيعى لذلك أن يكون لكل بلد عربى جغرافيوّه ورحّالته، وأن تشارك الأندلس فى ذلك بحظ أو حظوظ، وأول جغرافى مهم نلتقى به فيها أحمد (?) بن محمد الرازى المتوفى سنة 344 للهجرة، وهو مؤرخ وجغرافى ولم يبق من أعماله؟ ؟ ؟ سوى قطعة فى جغرافية الأندلس احتفظت بها ترجمات إسبانية وبرتغالية، ويظن أنها كانت مقدمة لكتابه: «أخبار ملوك الأندلس» وهو فيها يتحدث عن موقع الأندلس وهيئتها ومناخها فى قسميها الغربى والشرقى وأنهارها وجبالها وكورها ومذنها وإنشائها وحدودها وحصونها. وقد استشهد ابن حيان فى كتابه-وكذلك ابن سعيد فى كتاب المغرب-بفقرات من هذه المقدمة الجغرافية. ويبرز من الجغرافيين بعده أبو (?) عبد الله محمد بن يوسف التاريخى القيروانى نزيل الأندلس فى عصر المستنصر (350 - 366 هـ) المتوفى سنة 363 وله كتاب عن مسالك إفريقية وممالكها انتفع به أبو عبيد البكرى فى كتابه المسالك والممالك. ويلقانا فى عصر أمراء الطوائف أحمد (?) بن عمر بن أنس العذرى الدلائى المريّى المتوفى سنة 476 وله كتاب نظام المرجان فى المسالك والممالك وفيه يعرض كور الأندلس وأجزاءها والطرق السالكة إليها، وبه انتفع أيضا أبو عبيد البكرى (?)، وهو عبد الله بن عبد العزيز المتوفى سنة 487 للهجرة، كان آباؤه أمراء ولبة وشلطيش بعد سقوط الخلافة، وأخذهما منهم المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، ونشأ أبو عبيد بقرطبة وتتلمذ على ابن حيان المؤرخ المشهور، وبعد وفاته سنة 469 نزل المريّة، وأرسله ابن صمادح صاحبها فى رسالة إلى المعتمد بإشبيلية، فآثر المقام عنده، حتى إذا خلعه يوسف بن تاشفين سنة 484 هاجر إلى قرطبة وبها توفى. وله فى الجغرافية كتابان: المسالك والممالك، والقسم الخاص بالمغرب منه