(ب) المرابطون (?)

رأينا ألفونس السادس ملك ليون وقشتالة يغير على ثغور طليطلة وما يلبث أن يستولى عليها سنة 478 وهى نتيجة طبيعية لتفتّت الأندلس وتوزعها بين أندلسات أو إمارات تتناحر وتتحارب بينما تؤدى الإتاوات لألفونس السادس وأمراء أراجون ونبارّة وبرشلونه، تؤديها إشبيلية وبطليوس وغيرهما. وأحسّ أمراء الأندلس وفى مقدمتهم المعتمد أمير إشبيلية والمتوكل أمير بطليوس أن ما أصاب طليطلة أصبح قاب قوسين أو أدنى إلى إصابة إماراتهم، فتقع فريسة لألفونس السادس ملك ليون وقشتالة أو لغيره من الأمراء المسيحيين فى الشمال، وأجمعوا أمرهم على أن يستغيثوا بيوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين فى المغرب، وأرسلوا إليه نفرا من قضاة مدنهم الكبرى يستنفرونه- واستنفره كثير من الفقهاء-للوقوف معهم فى وجه أعدائهم الشماليين من المسيحيين، وكان المرابطون قد نذروا أنفسهم للجهاد فى سبيل الله ونشر الإسلام بالصحراء الكبرى والسنغال. واستمع يوسف إلى القضاة، وهاله الأمر، فجهز سريعا جيشا جرارا وأعدّ له أسطولا عبر به فى سنة 479 الزقاق، واتجه إلى إشبيلية، وانضم إليه المعتمد صاحبها توا، وبالمثل عبد الله بن بلقين أمير غرناطة والمتوكل أمير بطليوس، وعلم ألفونس بمقدمه فاستغاث بملوك النصارى فى إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وجاءته سيول من الفرسان، والتقى الجمعان فى الزلاقة بالقرب من بطليوس، ودارت معركة حامية الوطيس سحق فيها جيش ألفونس، وفرّ على وجهه مع الفارين. وتصادف أن توفى ابن ليوسف بن تاشفين فعاد إلى المغرب بعد هذا النصر المبين ولو تابع تقدمه لا ستردّ طليطلة، وكأنه اكتفى بتقليم أظافر العدو، وسرعان ما عاد ألفونس للإغارة على شرقى الأندلس، وعلم بذلك ابن تاشفين، فجاز إلى الأندلس جوازه الثانى سنة 481 وكاد ينزل بألفونس ما أنزله به فى الزلاقة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015