وأدركهم الغرق فأيسوا (?) من الخلاص (فغشيهم من اليمّ ما غشيهم) (ولات حين مناص (?)) و (خرّ عليهم السّقف من فوقهم) فهدّت قواهم، واستغاثوا من كثرة الماء بالذين آمنوا وعملوا الصالحات (وقليل ما هم) قلت: فالروضة؟ قال: أحاط بها إحاطة الكمام (?) بزهره، والكأس بحباب (?) خمره:
فكأنها فيه بساط أخضر … وكأنه فيها طراز مذهب (?)
فلم يكن لها بدفع أصابعه يدان، وكم أنشد مرجها حين (مرج (?) البحرين يلتقيان):
أعينىّ كفّا عن فؤادى فإنه … من البغى سعى اثنين فى قتل واحد (?)
قلت: فدار (?) النّحاس؟ قال: أنحس حالها، وأفسد ما عليها ومالها، فدخل من حمّامها الطّهر، وقطع الطريق بالجامع الظّهر، فألحق مجاز بابه بالحقيقة، ورقى منه على درجتين فى دقيقة. . قلت فجزيرة أروى؟ قال: قد أفسد جلّ ثمارها، وأتى على مغانيها (?) فلم يدع شيئا من رديّها وخيارها، أخلق ديباجة روضها الأنف (?)، وترك قلقاسها فى الجروف (?) على شفا جرف (?):
بعينى رأيت الماء يوما وقد جرى … على رأسه من شاهق فتكسّرا
طالما تضرّع بأصابعه إلى ربّه، ولطم برءوسه الحيطان مما جرى من الماء على قلبه، وتمثّل بقول الأول:
وإن سألوك عن قلبى وما قاسى … فقل قاسى وقل قاسى وقل قاسى
لم يفده تحصّنه من ورقه بالدّرق (?) والستائر، ولا حنّ عليه حين تضرّع بأصابعه فصحّ أن