الخوان (?)، فرأيت أرغفة قد أحكمت فى الصغر والإلطاف، ولم تتعوّذ (?) قط من الأضياف. .
وثلاثة صحاف، واسعة الأكناف، بعيدة الأوساط من الأطراف، قد جعل فى قرارة كل منها ما لا يدفع السّغب (?)، ولا تجده اليد إلا بالتعب، فجلنا جولة وعينه تطرف علينا شمالا ويمينا، وتتفقد منا حركة وسكونا، وقمنا ولم نقارب الكفاف، وقد ظنّ بنا الإسراف».
والسجع يطرد دائما عنده على هذا النحو من صفاء اللفظ ورصانته والقدرة البارعة على الملاءمة بين السجعات فى الجرس، مع الانطلاق والسهولة، وكأنه يصدر عن النيل العذب وسلاسته. وهو بحق جدير بما أسبغ عليه الأسلاف من ثناء وإطراء.
هو أسعد بن الخطير مهذب بن مينا بن أبى المليح زكريا بن ممّاتى، سليل أسرة قبطية من أسيوط، هاجرت منها إلى القاهرة فى القرن الخامس الهجرى، وكان جده ممّاتى جوهريا واشتهر بأنه كان يصبغ البلّور صبغة الياقوت فلا يعرفه إلا الخبير بالجواهر. ويقال إن الفصّ من عمله كان إذا نودى عليه فى سوق الصاغة تشوفت نحوه العيون لجودته وحسن منظره. واتصل ابنه أبو المليح بوزير المستنصر بدر الجمالى أمير الجيوش، ووظفه بديوان الإقطاعات وشئون المال، وكتب بعده لابنه الأفضل، وظل هذا العمل الديوانى فى بيته، يتولون ديوان الإقطاعات أو ديوان الجيش أو ديوان المال، ولعلها جميعا كانت ديوانا واحدا متداخلا. وتولّى هذا الديوان لآخر أيام الدولة الفاطمية الخطير مهذب، حتى إذا أسندت الوزارة فى آخر أيام العاضد الفاطمى إلى أسد الدين شير كوه نراه يسلم هو وأولاده على يده. وأقره أسد الدين على ما بيده من ديوان الإقطاعات، وقيل بل ديوان الجيش. وكانا متداخلين كما ذكرنا. ومعروف أن أسد الدين شير كوه ولى الوزارة المصرية