يا ربّ بالهادى الشفيع محمد … من قد بدا هذا الوجود لأجله

كن لى معينا فى معادى واكفنى … همّ المعاش وما أرى من ثقله

واستر بفضلك زلّتى واغفر بعد … لك سيئتى واشف الحشا من غلّه

وهو يضرع إلى الله متوسلا إليه بالرسول الشفيع يوم القيامة لأهل دينه أن يكون عونا له فى معاده ومعاشه، وأن يغفر له ذنوبه ويستر عيوبه، وحرى بنا أن نتوسع قليلا فى الحديث عن بعض شعراء التصوف والمديح النبوى:

ابن (?) الكيزانى

هو محمد بن إبراهيم الكنانى المقرئ الواعظ الشافعى، مصرى الدار، من شعراء الحب الإلهى وما يتصل به من الأحوال والمقامات، اشتهر باسم ابن الكيزانى، من شعراء مصر فى النصف الأول من القرن السادس الهجرى، إذ توفى سنة 562 للهجرة، وقد رأى ابن سعيد صاحب كتاب المغرب الذى زار مصر فى العقد الخامس من القرن السابع الهجرى ديوانه يباع بكثرة فى سوق الفسطاط وسوق القاهرة، غير أنه لم يصلنا إذ سقط من يد الزمن، وقد دوّن منه العماد الأصبهانى فى كتابه «الخريدة» طائفة كبيرة من شعره، تصور إلى حد بعيد مواجده الصوفية، ونراه يقدم لها بأنه «فقيه واعظ مذكر حسن العبارة مليح الإشارة لكلامه رقة وطلاوة، ولنظمه عذوبة وحلاوة. . وله ديوان شعر يتهافت الناس على تحصيله وتعظيمه وتبجيله، لما أودع فيه من المعنى الدقيق، واللفظ الرشيق، والوزن الموافق، والوعظ اللائق، والتذكير الرائع الرائق.

ودفن عند قبر الشافعى» ويقول عنه: عالم بالأصول والفروع، عالم بالمعقول والمشروع ومشهور بالتحقيق فى علم الأصول، وكان ذا رواية ودراية بعلم الحديث ومعرفة بالقديم مكون الحديث إلا أنه ابتدع مقالة ضلّ بها اعتقاده، وزلّ فى مزالقها سداده، إذ ادعى أن أفعال العباد قديمة والطائفة الكيزانية بمصر على هذه البدعة إلى اليوم مقيمة «وهم أشباه الكرامية بخراسان» فهو عالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015