هو الوجيه على بن يحيى الذّروىّ أصله أو أصل آبائه من ذروة بلدة باليمن، وفى ترجماته ما يدل على أنه نشأ بمصر إن لم يكن ولد بها، وهو من شعراء الدولتين الفاطمية والأيوبية، ويقول ابن سعيد: إنه رأى ديوانه وقرأ فيه مدائح فى الخليفة العاضد فى صباه وأخرى فى صلاح الدين وأخيه العادل والقاضى الفاضل وابن شكر وزير العادل. ويذكر بعض المعاصرين أنه توفى سنة 577 وقد ذكره العماد فى الخريدة التى ألفها فى أوائل العقد الثامن من القرن السادس، فقال إنه شاب نشأ فى هذا الزمان، وفى كلام ابن سعيد المار أنه مدح الخليفة الفاطمى العاضد فى صباه، وذكر أنه مدح ابن شكر وزير العادل منذ سنة 595 ولم يذكر السيوطى فى حسن المحاضرة تاريخ وفاته، غير أنه ذكره بعد ابن سناء الملك المتوفى سنة 608 وكل ذلك يؤكد أنه لحق القرن السابع وعاش فيه فترة من الزمن.
وكان ابن الذروى شاعرا مجيدا نوّه به معاصروه فى المديح، وأنشد له ابن شاكر فى الفوات مقطعات غزلية بديعة، ويبدو أن ابن سعيد لم يكن يعجب به، إذ قال إنه اطلع على ديوانه فوجده دون ما كان يظن، ومن غزلياته قوله:
يابان إن كان سكّان الحمى بانوا … ففيض شأنى له فى إثرهم شان
من لى بأقمار أنس فى دجى طرر … أفلاكها العيس والأبراج أظعان (?)
من كل قانية الخدّين ناهدة … لو كان للضمّ أو للّثم إمكان
وفى البيت الأول توريتان فكلمة بان الأولى نوع من الشجر طالما ذكره المحبون، وبانوا بعدها بمعنى بعدوا، ولفظ شأن الأول: واحد الشئون وهى مجارى الدمع و «شان» فى آخر البيت بمعنى خبر. والصورة فى البيت الثانى تامة وبديعة، فهو يتمنى لو يلقى أقمارا مضيئة فى ليال شديدة من الطرر، ويقول إنهن ركبن العيس فكأنما تحولت بهن أفلاكا وتحولت الأظعان أبراجا. ولعل