«لم يكن فى أرض مصر من يدانيه فى فضله ويضاهيه فى نبله». ويشيد به وبشعره العماد الأصبهانى إشادة رائعة، ويذكر أن بعض أصدقائه أحضر له ديوانه فوجده من طبقة عالية، مما جعله يعرض منه ألوانا، ويقول: «قد أوردت من جملة نظمه الفائق الرائق، ولفظه الرائع الشائق، ما إذا حسر (?) سحر. . ولابن عرام فى ميدان النظم عرام (?)، وبابتكار المعانى الحسان غرام، ولرويّته فى إذكاء (?) نار الذكاء ضرام. . وكل سحر وخمر سوى منسوج فدامه (?) وممزوج مدامه حرام، اعجب: بحر فى الصّعيد (?) يقصد بالتيمم لمائه، ونجم فى صعود السعود لا يرتقى إلى سمائه». ويتلو العماد ذلك بطائفة من أشعاره مرتبة على حروف الهجاء، ويذكر له من قصيدة فى رثاء بعض العلويين، وربما كانت من أشعاره فى زمن الفاطميين، وفيها يقول:
إنما هذه الحياة غرور … كسراب بدا لنا فى فجاج
تتبع الحلو من جنى عيشها الحل … وبمرّ من الرزّايا أجاج (?)
نحن فيها كمثل ركب أناخوا … ساعة ثم أرهقوا بانزعاج
وتلك سنة الحياة: غرور كلها وسراب سرعان ما يزول، وحلو سرعان ما يحول مرا وملحا أجاجا، وما أشبه الناس فيها بركب أناخوا قليلا وجميعهم وقوف، كل منهم ينتظر دوره فى الرحيل، فالكل راحلون إلى أجداثهم وقبورهم فهى قرارهم ومنزلهم ولا مآب لهم منه ولا خلاص. وله مرثية فى ابن عمه هبة الله بن عرّام، وكان شاعرا محسنا وفيه يقول:
من لسود الخطوب غيرك يجلي … ها وقد غاب منك بدر منير
من يحوك القريض مثلك يسدي … هـ على خبرة به وينير (?)
ليس فى العيش بعد فقدك خير … حبّذا وافد الرّدى لو يزور
كان ظنى إذا المنايا انتحتنا … أننى أوّل وأنت أخير (?)