وكلمة «ياما» فى الشطر الأول من كلمات العاميّة المصرية ومعناها كثير. ويلقانا بنفس اللهفة والحسرة والإحساس الحاد بالألم والحزن والضيق والوحشة فى رثائه لجارية شابة، اختطفها منه الموت دون شفقة أو رحمة، ويظل يئنّ ويسكب دموعه إلى أن يقول (?):
وآنسنى من بعدها طول وحشتى … وضاجعنى فى مضجعى بعدها كربى
أيا ترب ما أنصفت نضرة غصنها … أهذا صنيع التّرب بالغصن الرّطب
ويشتهر ابن النبيه بمرثية دالية رائعة رثى بها ابنا للخليفة الناصر سنة 613 وهى من بدائع المراثى، إذ يعزّى الناصر عن ابنه فى أسى ولوعة ودعوة حارة إلى الصبر على المصاب بمثل قوله (?):
الموت نقّاد على كفّه … جواهر يختار منها الجياد
والمرء كالظلّ ولا بدّ أن … يزول ذاك الظّلّ بعد امتداد
ولا يموت سلطان أيوبى بمصر حتى يندبه الشعراء، وممن ندبوه الملك الصالح نجم الدين أيوب المتوفى سنة 647 وهو يستعد لمنازلة لويس التاسع، وخلفه ابنه توران شاه ففتك بالصليبيين فتكا ذريعا، وأخذ لويس التاسع قائد الحملة الصليبية أسيرا، غير أن مماليكه لم يلبثوا أن فتكوا بالبطل: بطل موقعة المنصورة وبكاه غير شاعر مصرى من مثل قول ابن مطروح (?):
يا بعيد الليل من سحره … دائما يبكى على قمره
خلّ ذا واندب معى ملكا … ولّت الدنيا على أثره
وحقّا ولّت دنيا الدولة الأيوبية على أثره وغربت شمسها المضيئة، إذ استولى المماليك على صولجان الحكم بمصر. وأول سلاطينهم العظام الظاهر بيبرس بطل موقعة عين جالوت التى سحق فيها التتار، ودفع سيولهم إلى الوراء حتى حلب فالعراق. وله بعد ذلك بلاء رائع فى حرب بقايا الصليبيين والاستيلاء على كثير من حصونهم بالشام، حتى إذا توفى سنة 678 بكاه شعراء مصر بمثل قول محيى الدين (?) بن عبد الظاهر: