ابن عبد الدائم الشّار مساحى (?):

لا تعجبوا للمجانيق التى رشقت … عكّا بنار وهدّثها بأحجار

بل اعجبوا للسان النار قائلة … هذى منازل أهل النار فى النار

وتتوقف حركة الفتوح، فلم يعد فى الشام صليبيون، ويتحول شعر المديح إلى شعر مناسبات فى الأعياد، وحين يستولى سلطان على مقاليد الحكم، وخاصة إذا قرب من نفوس الشعب مثل السلطان الأشرف شعبان (765 - 778 هـ‍.). وكان قد استولى على صولجان السلطنة فى ربيع الثانى فقال ابن نباتة:

طلعة سلطاننا تبدّت … بكامل السّعد فى الطلوع

فاعجب لهاتيك كيف أبدت … هلال شعبان فى ربيع

وكانت أيام حكمه أيام أمن ورخاء وازدهار للآداب والفنون، وفيه يقول شهاب الدين أحمد بن العطار (?):

للملك الأشرف المنصور سيّدنا … مناقب بعضها يبدو به العجب

له خلائق بيض لا يغيّرها … صرف الزمان كما لا يصدأ الذهب

وللعطار أشعار كثيرة فى أحداث زمنه أنشد منها ابن تغرى بردى طائفة فى الجزء الحادى عشر من كتابه النجوم الزاهرة. ولما تولى مقاليد السلطنة الظاهر برقوق يوم الأربعاء التاسع عشر من رمضان سنة 784 مدحه بقوله من قصيدة:

ظهور يوم الأربعاء ابتدا … بالظاهر المعتزّ بالقاهر

والبشر قد تمّ وكل امرئ … منشرح الباطن بالظاهر

وربما كان أهم حدث يلقانا بعد ذلك فتح السلطان الأشرف برسباى لجزيرة قبرص إذ كانت موثلا لكثير من القراصنة الذين كانوا يعيثون فسادا فى البحر المتوسط وما يحمل من سفن تجارة للمصريين، كما كانوا يعيثون فسادا فى شواطى مصر والشام، وأرسل إليها برسباى حملات ثلاثا انتهت بالاستيلاء عليها سنة 829 وتغنى الشعراء بهذا النصر المجيد فى عدة قصائد، من ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015