له يد كم خلّدت من يد … سحابة عمّت بأنوائها

انظر إلى مصر بسلطانه … تر الهدى فاض بأرجائها

ومن شعراء الطولونيين المريمى (?) القاسم بن يحيى المنسوب إلى جده أبى مريم السلولى أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو شاعر أبى الجيش خمارويه اختصّ به وأسبغ عليه كثيرا من نواله، وفيه يقول:

يقولون لى ما بال رحلك دائما … بمصر وإنّى لست عن غيرها أرضى

وكيف رحيلى عن بلاد غدا بها … أبو الجيش والنّيل الذى ملأ الأوضا

وتوفى المريمى سنة 316.

وكان الشعراء قد أخذوا يتكاثرون بالفسطاط منذ الدولة الطولونية كما مرّ بنا، واطّرد تكاثرهم فى عهد الدولة الإخشيدية، وفى أيامها بدأ عصر الدول والإمارات الذى نؤرخ له فى هذا الجزء وكان الإخشيد قد ملك مصر والشام وثغور الروم وخطب له بالحجاز واليمن. ولذلك يقول شاعره سعيد (?) بن فاخر من قصيدة يمدحه بها:

يا ملك الشام ومصر إلى … أقصى ثغور الروم والشام

واليمن الأبعد لاوال [مل‍ … ككم] رفيعا قادرا حامى

ويتوفى الإخشيد سنة 334 بعد أن أوصى لمولاه أبى المسك كافور الحبشى بتدبير الدولة لابنيه:

أو نوجور وعلى، ويتوفى أولهما سنة 349 ويخلفه أخوه على ويتوفى سنة 354 وقيل سنة 355.

ويستقلّ كافور بالملك حتى وفاته سنة 357 وكان ساعده الأيمن فى حكمه وزيره جعفر بن الفرات المعروف باسم ابن حنزابة. وكان كافور ممدّحا، فقصده الشعراء من كل فجّ وفى مقدمتهم كشاجم شاعر الشام، والمتنبى إمام الشعراء لزمنه وبعد زمنه وكان أول ما أنشده يائيته، وفيها يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015