سماها «عقد الجواهر فى سيرة الملك الظاهر برقوق» وتكثر فى هذا العصر كتابة سير السلاطين. وقد ذكرنا بين الجغرافيين القلقشندى المتوفى سنة 821 وكتابه صبح الأعشى، وهو سجل تاريخى حافل بمعلومات نفيسة عن مكاتبات الحكام فى العالم العربى على مر العصور بجانب أنه معلمة جغرافية رائعة. وله مصنفات مختلفة.

ونلتقى بالمقريزى المتوفى سنة 845 وقد مر ذكره بين الجغرافيين مع الإشارة إلى كتابه «الخطط» وفيه يتحدث عن البيئة الطبيعية-كما أسلفنا-لمصر، ويفيض فى الحديث عن القاهرة وآثارها وأحيائها ومساجدها ومدارسها وحماماتها ومارستانها ومصانعها وخزائن كتبها وما كان بها من حركة علمية، ويتحدث عن الدول التى أظلتها، وبذلك يلتقى فى الكتاب تاريخ مصر الفكرى بتاريخها السياسى والاجتماعى والروحى والحضارى، إذ حوّل المقريزى التاريخ إلى دراسة اجتماعية وعقلية وسياسية مع تصوير عادات السكان وتقاليدهم ومستوى معيشتهم ونزعتهم الصوفية وكل ما اختلف على أهل مصر والقاهرة من صور الحياة. وله سيرة نبوية فى ستة مجلدات باسم «إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأموال والحفدة والمتاع» وله اتعاظ الحنفا بأخبار الفاطميين الخلفا فى تاريخ الدولة الفاطمية وهو مطبوع وكتاب المقفى فى تراجم أمراء مصر وأعيانها رتبه على الحروف الأبجدية، وكتاب السلوك لمعرفة دول الملوك فى تاريخ مصر من سنة 577 - 844 وكتاب درر العصور الفريدة فى تراجم الأعيان المفيدة، وكتاب البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب إلى غير ذلك من كتب تاريخية نفيسة. وكان يعاصره ابن حجر (?) الذى مر ذكره بين المحدثين، وعنى بالتأليف فى التراجم، وله كتاب الإصابة فى تراجم الصحابة وكتاب رفع الإصر عن قضاة مصر وكتاب تهذيب التهذيب فى اثنى عشر مجلدا وكتاب لسان الميزان وكتاب الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة، وكل هذه الكتب مطبوعة، وله أنباء الغمر بأبناء العمر، وعنى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بطبعه.

ويلقانا أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغرى (?) بردى المتوفى سنة 874، وله كتابه النفيس «النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة» يؤرخ فيه لمصر منذ دخلها عمرو بن العاص وأضاءت فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015