وربما كان أهم منه مجلى (?) بن جميع قاضى القضاة المتوفى سنة 550 كان من أئمة الفقهاء وكبارهم وله فى الفقه مصنفات أهمها كتابه الذخائر. وكان يعاصره الفقيه الشافعى ابن رفاعة المتوفى سنة 561. وبمجرد أن يظل مصر لواء صلاح الدين الأيوبى يؤسس مدرسة للشافعية وثانية للمالكية وثالثة للحنفية كما أسلفنا. وفوّض القضاء بمصر للشافعية، فاتسع نشاطهم، وقد أسند صلاح الدين مدرستهم للخبوشانى (?) محمد بن الموفق المتوفى سنة 587 وله فى الفقه كتاب تحقيق المحيط.

ومن كبار فقهاء الشافعية فى عهد الأيوبيين إبراهيم بن منصور العراقى المصرى المتوفى سنة 596 رحل إلى العراق وأقام به مدة ثم عاد إلى موطنه فعرف باسم العراقى، وله شرح على كتاب المهذب لأبى إسحق الشيرازى أول مدرس للمدرسة النظامية ببغداد وكان شرحا كبيرا فى عشرة مجلدات.

وكان يعاصره عبد (?) الملك بن عيسى بن درباس المتوفى سنة 605 قاضى قضاة الشافعية فى عهد صلاح الدين، وأناب عنه أخاه عثمان (?) فى قضاء القاهرة وله شرح على المهذب سماه الاستقصاء، وشرح ثان على كتاب اللمع لأبى إسحق الشيرازى، توفى سنة 622. ويلقانا محمد (?) بن عين الدولة المتوفى سنة 639 قاضى القضاة بالقاهرة والوجه البحرى، واشتهر لزمنه بأنه رد شهادة السلطان الكامل، وقال له: أنت تحكم ولا تشهد. وأهم الفقهاء بعده فى زمن الأيوبيين العز (?) بن عبد السلام وقد مرّ لنا فى الفصل السابق حديث عنه مع المماليك، ولى خطابة جامع عمرو بن العاص بالفسطاط والقضاء بها وبالوجه القبلى. ولما بنى السلطان الصالح نجم الدين أيوب مدرسته الصالحية فوّض تدريس الشافعية بها إليه، وطالت أيامه إلى زمن المماليك إذ توفى سنة 660 وله فى الفقه كتاب القواعد الكبرى ومصنفات مختلفة ومر بنا أن له تفسيرا وكتابا فى مجاز القرآن.

وقد أحصى السيوطى من فقهاء الشافعية زمن المماليك أكثر من مائة فقيه، لأكثرهم مصنفات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015