وله مصنفات مخطوطة محفوظة بدار الكتب المصرية. ونلتقى بكثيرين من فقهاء المالكية فى تاريخ الجبرتى ومن أهمهم الزرقانى (?) أبو عبد الله محمد بن عبد الباقى المتوفى سنة 1122 خاتمة المحدثين.
وشرحه على موطأ مالك مشهور، وأيضا من أهمهم على (?) بن أحمد بن مكرم العدوى الصعيدى إمام المحققين وعمدة المدققين المتوفى سنة 1189 يقول الجبرتى عنه: «قبل ظهوره لم تكن المالكية تعرف الحواشى على شروح كتبهم الفقهية، فهو أول من خدم تلك الكتب بها» ويعدّد حواشيه ومن أهمها حاشية له على شرح الزرقانى على موطأ مالك.
وعلى شاكلة ازدهار مذهب مالك الفقهى بمصر كذلك كان مذهب الشافعى (?) مزدهرا، بل ربما كان أكثر ازدهارا، إذ نزل الإمام الشافعى المتوفى سنة 204 مصر، واكتمل له فيها مذهبه الفقهى. وحمله عنه تلاميذه من أبنائها ونشروه فى العالم الإسلامى، كما مر بنا فى غير هذا الموضع، بحيث غدا أكثر المذاهب الفقهية الأربعة أتباعا. ويتميز مذهبه بإحكامه التوفيق بين المذهب الحنفى مذهب أهل الرأى، والمذهب المالكى مذهب أهل الحديث، وهو الذى أسس علم أصول الفقه بمبحثه الرائع الذى سماه الرسالة وفيها يبحث أدلة الأحكام الدينية وما يتصل بها من طرق الاستنباط والاجتهاد. وله فى الفقه مصنفه المشهور: الأم، وهو مطبوع فى القاهرة مثل الرسالة، وعنى به فقهاء الشافعية طوال هذا العصر فاختصروه وشرحوه مرارا، ومثلهما كتاب السنن المأثورة والمسند. وطبع له على هامش الأم كتاب اختلاف الحديث. وأهم تلاميذه بمصر البويطى والمزنى، أما البويطى فهو يوسف (?) بن يحيى القرشى الإمام الجليل المتوفى سنة 231 يقول السيوطى عنه: أحد أئمة الإسلام وأركانه، كان خليفة الشافعى فى حلقته بعده، وله فى الفقه المختصر المشهور الذى اختصره من كلام الشافعى، وحمل إلى بغداد فى محنة القول بخلق القرآن، فأصرّ على رأيه هناك وظل سجينا حتى توفى. والمزنى (?) هو إسماعيل بن يحيى المتوفّى سنة 264 وقد