ومنه مخطوطتان بدار الكتب المصرية. وله كتب عدة فى العروض، منها كتاب الروض الأريض فى أوزان القريض، والكتاب الوافى فى علم القوافى.
وظل هذا النشاط اللغوى ينمو بمصر ويتسع نموه طوال القرن السابع الهجرى وزمن الأيوبيين والمماليك إلى أن توّج بكتاب لسان العرب لابن (?) منظور المتوفى سنة 711 وهو مطبوع فى عشرين مجلدا، وهو أكبر معجم لغوى عربى ظهر فى الأزمنة الماضية، وقد أتم مؤلفه تصنيفه سنة 689 للهجرة، وذكر فى مقدمته أنه جمع فيه بين معجم التهذيب للأزهرى ومعجم الصحاح للجوهرى والمعجم المعروف باسم المحكم لابن سيده وحواشى الصحاح لابن برى والنهاية فى غريب الحديث النبوى لابن الأثير، وهو معجم تنوء به الجماعة أولو القوة، ولابن منظور بجانبه مصنفات كثيرة من أهمها مختصر الأغانى.
ويظل لمصر نشاط لغوى غزير بعد ابن منظور، وتظل لها مشاركة فى وضع المعاجم لا المعاجم اللغوية فقد كفاها ابن منظور المئونة فى ذلك فحسبها معجمه، بل فى وضع المعاجم المتخصصة مثل المصباح المنير فى غريب الشرح الفقهى الكبير للرافعى صنفه أحمد (?) بن محمد الفيومى المتوفى سنة 770 وهو ليس فى ألفاظ الإمام الرافعى الشافعى فحسب، بل هو يتضمنها ويتضمن بصفة مختصرة ألفاظ العربية فى عرض حسن، وألحق به خاتمة كثيرة الفوائد اللغوية.
وما يزال النشاط اللغوى الخالص فى مصر يزداد حتى يبلغ ذروة رفيعة عند جلال الدين عبد الرحمن (?) السيوطى المتوفى سنة 911 للهجرة وهو أغزر العلماء المصريين زمن المماليك بعامة تأليفا وتصنيفا فى جميع الميادين الإسلامية واللغوية، ومن خير مصنفاته اللغوية بل من خير المصنفات اللغوية فى جميع الحقب بمصر وغير مصر كتابه «المزهر فى علوم اللغة وأنواعها» وهو مطبوع مرارا بالقاهرة، وفيه يعرض كل ما اتصل باللغة من علوم وضعت لمعرفة الصحيح وغير الصحيح والمعرب والمولد والاشتقاق والمشترك والأضداد والمترادف والقلب والنحت والإتباع والإبدال وغير ذلك من علوم اللغة ومسائلها الدقيقة. وأهم من ذلك كله أنه حاول محاولة خصبة