رشدين، وفيه يقول الثعالبى أيضا: «أحد أئمة الكتاب المهرة فى سائر الآداب، صحب المتنبى وروى شعره (?)». وكانت تدور المناقشات أحيانا بين المتنبى وبعض اللغويين، ولعل ذلك ما جعله يعقد حلقة علمية لقراءة كتاب المقصور والممدود لابن ولاد سنة 347 وقد مضى يعلّق عليه موضحا ما فيه من الغلط، وكتب ذلك عنه أبو الحسين على (?) بن أحمد المهلبى اللغوى المتوفى سنة 385 وأضاف إلى ذلك زيادات ونسب الجميع إليه، على نحو ما يصور ذلك على بن حمزة البصرى فى كتابه «الرد على ما فى المقصور والممدود لابن ولاد».
ويقول ياقوت فى ترجمة المهلبى إنه كان إماما فى النحو واللغة ورواية الأخبار وتفسير الأشعار كما يقول إنه تلميذ إبراهيم النّجيرمى كاتب كافور المتوفى سنة 355 وكان راوية كبيرا للدواوين والأشعار، وحملها عنه أبو الحسن المهلبى المذكور آنفا، وتلميذ ثان له يسمى جنادة (?) اللغوى، وسنرى عما قليل أنه كان الطريق إلى إحدى روايات ديوان ذى الرمة، ولعل فى ذلك ما يدل على أنه شارك بقوة فى رواية الدواوين القديمة، وبالمثل تلميذة أبو الحسين المهلبى، وفى المهلبى يقول القفطى: أحد علماء الأدب واللغة والشعر، روى عنه المصريون وأكثروا. . والرواية عنه إلى زماننا هذا (أى فى القرن السابع الهجرى) ووصل للمصريين رواية كتب كثيرة من كتب الأدب.
وحوالى منتصف القرن الخامس الهجرى نزل بمصر التبريزى (?) تلميذ أبى العلاء وأقام بها مدة ولعله روى فيها أشعار المعرى كما روى كثيرا من معارفه اللغوية وشروحه على الدواوين والأشعار، مثل شرحه على المعلقات والمفضليات وديوان الحماسة وديوان أبى تمام، وقد مرّ بنا فى الجزء الخامس من هذه السلسلة نشاطه اللغوى الجمّ. ومن نزلاء القاهرة المغاربة اللغويين القزاز القيروانى المتوفى سنة 412 خدم المعز الفاطمى وابنه العزيز وصنف لهما كتبا، وعاد بعد خلافتهما إلى بلده، ومن تصانيفه كتاب الجامع فى اللغة رتبه على حروف المعجم وهو-كما يقول ياقوت-كان يقارب معجم التهذيب للأزهرى، وله كتاب الضاد والظاء وكتاب معان فى شعر المتنبى وكتاب فى المآخذ عليه.