العواطف والخواطر والمشاعر على نحو ما نقرأ عند عبد المحسن الصورى وابن منير والشاب الظريف وحسن البورينى. وكان شعراء كثيرون يحاولون أن يملثوا الدنيا ضجيجا بمفاخرهم وبسالتهم فى سحق الأعداء وبفضائلهم أو بهجائهم وما يرسمون لبعض الشخصيات من صور ذميمة، على نحو ما نقرأ عند أبى فراس الحمدانى وأسامة بن منقذ وابن النحاس من جهة وعند عرقلة وابن عنين من جهة ثانية. ونلتقى بكثيرين من شعراء المراثى والشكوى مثل ابن سنان الخفاجى والغزى وفتيان الشاغورى ومصطفى البابى. وكثيرون من الشعراء كانوا يتغنون بجمال الطبيعة ويشغفون بمجالس اللهو فى المتنزهات والأديرة على نحو ما نقرأ عند الوأواء الدمشقى وابن قسيم الحموىّ ومجير الدين بن تميم وابن النقيب. وشعراء كثيرون كانوا يتغنون بمشاعر الشعب الدينية وما يتصل بها من الزهد والتصوف والمدائح النبوية مثل عبد العزيز الأنصارى ومحمد بن سوّار وعفيف الدين التلمسانى وعبد الغنى النابلسى. وبجانب ذلك كان هناك شعراء شعبيون قصروا شعرهم على الأزجال ولغتها اليومية مثل أبى العلاء بن مقاتل.
وتعنى الشام بالرسائل الديوانية وخاصة فى عهد الدولتين: الأيوبية والمملوكية على نحو ما نجد عند العماد الأصبهانى الناثر الشاعر والصفدىّ وابن حجة الحموى وكانا أيضا ناثرين شاعرين، وتكثر الرسائل الشخصية، واشتهر أبو العلاء بكثرة ما أملى من رسائله. وتلقانا بعده رسائل شخصية كثيرة كان يكتبها الأدباء للشكر وللتهنئة أو للعتاب أو للاستعطاف أو للعزاء وكثيرا ما كانوا يتراسلون، من ذلك مراسلات الطغرائى والغزّى، ودائما تلقانا هذه الرسائل الشخصية حتى نهاية العصر وربما قصدوا بها إلى المهارة الأدبية أو إلى الهزل. وتكثر المقامات. ولا تعتمد على أديب متسول كما كانت عند الحريرى، إذ تعنى بالوصف أو بالوعظ أو المفاخرة بين بعض الأزهار، وكأنما أصبحت تخوص فى موضوعات متنوعة على نحو ما نجد عند ابن الوردى. وتكثر المواعظ وفى مقدمتها خطب ابن نباته وكتاب الفصول والغايات لأبى العلاء وخطبة القدس بعد فتحه لمحيى الدين بن الزكى وكشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار لابن غانم المقدسى. وتتكاثر فى العصر الأعمال الأدبية من رسائل وغير رسائل مثل رسالة الغفران ورسالة النسر والبلبل وكتاب الاعتبار وكتاب نسيم الصّبا وفاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء.