وأوتاره. وكأنه يعيد لنا صورة أو صورا من خمريات أبى نواس المتهتكة الخليعة المارقة.
ولابن قسيم بجانب مجونه وغزلياته أشعار فى وصف الطبيعة وأشجارها وأزهارها وثمارها من ذلك قوله يصف رمّانة:
ومحمرّة من بنات الغصو … ن يمنعها ثقلها أن تميدا
منكّسة التاج فى دستها … تفوق الخدود وتحكى النّهودا
تفضّ فتفترّ عن مبسم … كأن به من عقيق عقودا
كأن المقابل من حبّها … ثغور تقبّل فيها خدودا
وتصويره للرمانة بأنها منكّسة التاج فى دستها أو صدرها تصوير بديع لأنها تتهدل وتتدلى فى غصنها وعلى صدرها بقية نوّارها. ويتصور حباتها عقودا من عقيق، وكأنها تحمل بتلك الحبات وما يحيط بها من خيوط بيضاء ثغورا تقبل خدودا. وكان ابن قسيم شاعرا مجيدا، ومرّ بنا أنه كان يتشيع وأنشدنا له أبياتا من شعره الشيعى.
هو مجير الدين محمد بن يعقوب المعروف بابن تميم، ولد بدمشق ونشأبها، وسال الشعر على لسانه وانتقل الى مدينة حماة وعمل فى جيش صاحبها الملك المنصور سيف الدين محمد (642 - 683 هـ) جنديا، إحساسا منه بفتوته وشجاعته، ويصور إقدامه وبسالته فى شعره قائلا:
دعنى أخاطر فى الحروب بمهجتى … إما أموت بها وإما أرزق
فسواد عيشى لا أراه أبيضا … إلا إذا احمرّ السّنان الأزرق
وقرّبه منه الملك المنصور وأصبح له اختصاص به. ويقول صاحب فوات الوفيات: «هو فى التضمين الذى عاناه فضلاء المتأخرين (من الشعراء) آية، وفى صحة المعانى والذوق اللطيف غاية، لأنه يأخذ المعنى الأول ويحلّ تركيبه وينقله بألفاظه إلى معنى ثان، حتى كأن الناظم