وقلعة جبيل وعثليث وأنطرطوس وبيروت. ويدور العام ويستولى الأشرف على بقية حصونهم ويمد فتوحه إلى الشرق ويستولى على قلعة الروم غربى الفرات، ويهنئه الشهاب محمود بهذا النصر المتوالى قائلا من مدحة طويلة.

وفتح بدا فى إثر فتح كأنما … سماء بدت تترى كواكبها الزّهر

وعلى هذا النحو سجّل الشهاب محمود فتوحات السلاطين الثلاثة: الظاهر بيبرس وقلاوون وخليل تسجيلا رائعا. وله وراء هذه المدائح الحماسية مدائح نبوية جمعها فى ديوان سماه: «أهنا المنائح فى أسنى المدائح» وهو مفقود، وسننشد له قطعا فى حديثنا عن شعراء التصوف والمديح النبوى.

منجك (?) بن محمد بن منجك

شركسى دمشقى نشأ فى بيت نعمة، فكان أميرا ابن أمير. ولد سنة سبع بعد الألف للهجرة وتوفى سنة 1080 ونشأ مثل لداته الدمشقيين يعنى بالعلم والتعليم، فحفظ صغيرا القرآن الكريم، حتى إذا شبّ عن الطوق أخذ يختلف إلى علماء دمشق، آخذا القراءات على الشيخ عبد الرحمن العمادى والحديث النبوى عن الشيخ الشهاب أحمد الوفائى، وأبى العباس المقرى. أما الأدب الذى شغف به منذ نشأته فقد أخذه عن أحمد بن شاهين. وكان كريما مسرفا مبالغا فى إسرافه، فأنفق ما خلّفه له أبوه، حتى إذا تربت يداه وضاقت به دنياه ولّى وجهه نحو إستانبول، ولكنه لم يحقق فيها ما كان يأمله فعاد إلى دمشق، ولم يلبث أن خالط أصدقاءه القدماء. وله ديوان شعر جمعه فضل الله المحبى والد صاحب خلاصة الأثر فى أعيان القرن الحادى عشر بأمر من مفتى الدولة العثمانية: حسام زاده، وله فيه مدائح كثيرة. وديوانه يحمل كثيرا من المدائح والغزليات والخمريات، وأكثر مدائحه فى الفقها والعلماء من شيوخه وغير شيوخه، وفى مقدمة من مدحهم شيخه فى القراءات عبد الرحمن مفتى دمشق وفيه يقول:

تندى أنامله ويشرق وجهه … فيجود بالآلاء والّلألاء

يقظ لأعقاب الأمور كأنما … جليت عليه حقائق الأشياء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015