العادل أخى صلاح الدين، ولكن تنقصها الحرارة. وقد عاش بمصر يتملى بمشاهد الطبيعة وصوّر ذلك فى كثير من شعره، وفى دار الكتب المصرية ديوان له خاص بمقطعات النيل يبدو أنه اختيارات من ديوانه، وسنذكر بعضا من قصائده فى طبيعة دمشق وطبيعة مصر وأيضا بعضا من خمرياته.
هو محمود بن سليمان بن فهد الدمشقى الحنبلى، ولد بدمشق سنة 644 وعنى بتربيته أبوه وكان فقيها حنبليا، فحفظ القرآن صبيا. وأخذ يختلف إلى حلقات الفقهاء الحنابلة والعلماء المختلفين مثل ابن مالك فى النحو وابن الظهير الإربلى فى الأدب وعليه تدرب فيه، وكان يجلّه ويوده مودة مخلصة، حتى إذا توفى سنة 677 بكاه بقصيدة يقول فيها:
بكته معاليه ولم ير قبله … كريم مضى والمكرمات نوادبه
وبرع محمود فى الأدب حتى فاق أقرانه مما جعل القائمين على ديوان الإنشاء فى دمشق يعّينونه فيه وهو فى نحو الثلاثين من عمره، وظل فيه حتى سنة 692 إذ نقل إلى ديوان الإنشاء بالقاهرة بعد وفاة محيى الدين بن عبد الظاهر، ورأس هذا الديوان فى عهد السلطان بيبرس البند قدارى سنة 708 حتى إذا توفى عبد الوهاب بن فضل الله العمرى صاحب ديوان الإنشاء بدمشق نقل إلى وظيفته هناك وظل قائما عليها حتى توفى سنة 725. ومعنى ذلك أنه كان أديبا كاتبا محسنا وظل يعمل بديوان الإنشاء فى دمشق والقاهرة نحو خمسين عاما. وله فى الكتابة الديوانية كتاب جيد يسمى «حسن التوسل» غير أننا رأينا أن نسلكه بين الشعراء لأنه كان شاعرا متفوقا كما كان كاتبا بارعا، بل أهم من ذلك أنه الشاعر الشامى الوحيد الذى صور حروب الظاهر مع التتار وحروبه وحروب قلاوون وابنه السلطان الأشرف خليل مع حملة الصليب تصويرا بديعا مما جعل ابن تغرى بردى يقتصر فى أغلب الأمر على وصفه لمعارك هؤلاء السلاطين.
وأول سلطان أشاد الشهاب محمود بانتصاراته الظاهر بيبرس وكان قد علم بحشود للتتار شرقى