ابن (?) الساعاتى

هو بهاء الدين على بن محمد بن رستم الدمشقى خراسانى الأصل، ولد لأبيه بدمشق سنة 553 وكان ماهرا فى صنع الساعات الفلكية، وأنعم عليه نور الدين محمود إنعاما وافرا حين صنع الساعات التى وضعت على باب الجامع الأموى، وأتاح له ذلك ثراء، نعم به ابنه على إذ شغف بالفروسية وببعض ضروب اللهو مثل النرد والشطرنج. ومثل لداته حفظ القرآن صبيّا واختلف إلى دروس العلماء والمؤدبين فى الجامع الأموى، ويبدو أن ابن سعيد خلط بينه وبين أخيه فخر الدين إذ قال إنه حين شبّ أرسل به أبوه إلى البديع الأسطرلابى بآمد ليتقن صناعة الآلات الفلكية، وكأنه لم يلاحظ أن البديع توفى قبل ميلاده بنحو عشرين عاما. وربما أرسله إلى أحد أولاده.

ونراه بعد فتح صلاح الدين لآمد يمثل بين يديه مادحا له بقصيدة لامية سنة 579 يقول له فيها:

لولا مساعى صلاح الدين ما صلحت … شمّ الممالك بعد الزّيغ والميل

فليعلم القدس أن الفتح منتظر … حلوله وعلى الآفاق فليطل (?)

وتحققت سريعا نبوءته بفتح القدس، ونراه بين من حفّوا بصلاح الدين فى موقعته الماحقة:

موقعة حطّين على حافة طبريّة، وله يهنئه بهذا النصر العظيم وما أنزل بحملة الصليب من ضربة قاصمة لم يفيقوا بعدها أبدا، إذ كبّت الكثرة منهم على وجوهها، ووقع ملوكهم وصناديدهم فى أسر البطل العربى، وله يقول:

جلت عزماتك الفتح المبينا … وقد قرّت عيون المؤمنينا

قضيت فريضة الإسلام منه … وصدّقت الأمانى والظنونا

فألمم بالسواحل فهى صور … إليك وألحق الهام المتونا (?)

وقلب القدس مسرور ولولا … سطاك لكان مكتثبا حزينا

أدرت على الفرنج وقد تلاقت … جموعهم عليك رحى طحونا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015