عند الرّقاد عند الهجوع … عند الهجود عند الوسن

فعسى أنام فتنطفى … نار تأجّج فى العظام

فى الفؤاد فى الضلوع … فى الكبود فى البدن

ويستمر المسمط الموشح على هذه الصورة، وواضح أنه نشأ من فكرة بسيطة هى تكرار قافية البيت بروىّ جديد. وكأنما وقع هذا المسمط الغريب أو قل هذا الموشح الفريد لمقدم بن معافى شاعر الأمير الأندلسى عبد الله بن محمد المروانى (275 - 300 هـ‍) فنظم على صورته بعض منظوماته وكتب لهذه الصورة عنده أن تشيع بعده فى الأندلس باسم الموشحات على نحو ما أوضحنا ذلك مرارا فى كتاباتنا. وحملها إلى المشرق الأندلسيون المهاجرون إلى مصر والشام ووضع لها ابن سناء الملك قوانينها الموسيقية فى كتابه «دار الطراز» وبذلك فتح أبواب تلك الموشحات على مصاريعها للمشارقة كى ينظموا على غرارها منذ زمنه فى أواخر القرن السادس. وأيضا فإنه كان قد نزل الشام بعض الأندلسيين من ناظميها، فكانوا من أسباب إشاعتها مثل عبد المنعم الجليانى الأندلسى الطبيب نزيل دمشق فى زمن صلاح الدين وظل بها إلى وفاته، وله فيه مدحة سميت التحفة الجوهرية، ويقول ابن أبى أصيبعة: له «ديوان غزل وتشبيب وموشحات ودو بيتات» أو رباعيات. ونظل فى زمن الأيوبيين والمماليك نلتقى بوشاحين مختلفين. وللصلاح الصفدى المتوفى سنة 764 كتاب فى الموشحات سماه: توشيع (?) التوشيح ذكر فيه إحدى وستين موشحة من عيون الموشحات الأندلسية والمصرية والعراقية والشامية، وذكر موشحا طريفا لشمس الدين محمد بن على الدهان المتوفى سنة 721، ويقول ابن شاكر إنه كان يحترف صناعة الدهان وينظم الشعر الرقيق وكان على علم بالموسيقى والألحان، فكان ينظم الشعر ويلحنه ويغنى فيه المغنون (?)، ويسوق نفس الموشح الذى ذكره الصفدى، ويستهله بقوله:

بأبى غصن بانة حملا … بدر دجى بالكمال قد كملا

أهيف

فريد حسن ماماس أو سفرا … إلا أغار القضيب والقمرا

يبدى لنا بابتسامه دررا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015