بعنوان «شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح» وكان أمام اليونينى فى مجالسه المذكورة جمع من طلاب الحديث وعلمائه وفى أيديهم نسخ من صحيح البخارى للمقابلة. واتخذ اليونينى رموزا لرواة تلك النسخ ولرواة آخرين بحيث بلغت رموزه خمسة عشر رمزا. وقد طبعت مطبعة بولاق الكتاب من نسخة فرعية لتلك النسخة اليونينية، وهى نسخة ابن مالك وعليها شهادة من اليونينى بسماعه النسخة عليه، وشهادة من ابن مالك بسماعها منه. وهى ذروة فى التحقيق لم يبلغها أحد بعد اليونينى، كما أشرنا إلى ذلك فى كتابنا «البحث (?) الأدبى».

ومن كبار المحدثين فى القرن الثامن الهجرى المزّى (?) يوسف بن عبد الرحمن المتوفى سنة 742 وإليه انتهت رياسة المحدثين بالشام، ومن تصانيفه تحفة الإشراف بمعرفة الأطراف» طبع فى الهند، وله «تهذيب الكمال» المجمع على أنه لم يصنف مثله. وكان يعاصره الذهبى محمد بن أحمد المتوفى سنة 748 حافظ الشام وهو مع المزى من مفاخر دمشق فى زمنهما وله فى الحديث تصانيف كثيرة مثل مختصر سنن البيهقى ومختصر الأطراف للمزى والمعجم الكبير والصغير، وسنعود للحديث عنه بين المؤرخين. ومن محدثى القرن التاسع بدر (?) الدين العينى المتوفى سنة 855 صاحب كتاب «عمدة القارى فى شرح صحيح البخارى» والخيضرى (?) الدمشقى محمد بن محمد بن عبد الله المتوفى سنة 894 وله تعليقات على شرح ابن حجر للبخارى المسمى بالفتح البارى. وظل هذا التراث الضخم بأعين المحدثين أيام العثمانيين، وكان أكثر اهتمامهم بكتب الصحاح الستة وخاصة بشروح ابن حجر والقسطلانى على صحيح البخارى وشرح النووى على صحيح مسلم.

وطبيعى أن يكون الفقه نشيطا فى الشام مع الدراسات الدينية السابقة لحاجة أهل الشام إلى الفتوى فى القضايا الشرعية وما يعرض لهم منها فى حياتهم اليومية، وفعلا تكوّن للشام إمام أنشأ مذهبا فقهيا ظل فيها طويلا بجوار المذاهب الأربعة المشهورة: مذهب أبى حنيفة ومالك والشافعى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015