بسيرتهما ولا رأيا نقديا يتصل بأشعارهما مما يحيل الكتابين إلى مبحثين تاريخيين نقديين بارعين للشاعرين.

واهتمت الشام بالدراسات البلاغية اهتماما واسعا، وكان أول كتاب صدر لها فى هذه الدراسات كتاب (?) سر الفصاحة لابن سنان الخفاجى عبد الله بن محمد المتوفى سنة 466 وسنترجم له بين الشعراء. والكتاب-كما يتضح من عنوانه-يناقش قضية الفصاحة ويقدّم لها بحديث عن أحكام الأصوات ومخارجها، ثم يصور الفرق بينها وبين البلاغة، فيجعلها خاصة بالألفاظ ويجعل البلاغة عامة تشمل الألفاظ والمعانى. ويتناول صفات الفصاحة فى الكلمة المفردة ثم فى الكلام، ويخوض فى تحليلات دقيقة تتصل بفنون الفصاحة وما يرتبط بها من البلاغة والبديع ومحسناته. ونلتقى بأسامة بن منقذ المتوفى سنة 584 وسنترجم له بين الشعراء، وله كتاب سماه البديع فى نقد الشعر، وهو فيه يعنى بالمحسنات البديعية، وقد عرض منها فى الكتاب خمسة وتسعين محسنا. ويصنف الزّملكانى» الدمشقى عبد (?) الواحد بن عبد الكريم المتوفى سنة 651 كتابا بعنوان «التبيان فى علم البيان» استضاء فيه كما قال فى مقدمته بكتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر، وقد عرض فيه مباحث كثيرة تتصل بعلوم المعانى والبيان والبديع مع إقحام بعض المباحث النحوية والمنطقية. ونلتقى سريعا ببدر (?) الدين بن محمد بن مالك الأندلسى العالم النحوى الذى تحدثنا عنه آنفا بين النحاة، وله مثل أبيه مباحث نحوية، وعنى بتلخيص كتاب المفتاح للسكاكى فى كتابه «المصباح فى علوم المعانى والبيان والبديع» وقد أخلى ملخصه أو مختصره من تعقيدات كتاب المفتاح المنطقية والكلامية والفلسفية، ولم يجعل البديع-مثل السكاكى-ذيلا لعلمى المعانى والبيان، بل جعله علما مستقلا كما يتضح من عنوان كتابه. وقد أحصى من محسناته أربعة وخمسين محسنا.

ولم يلبث الخطيب (?) القزوينى الدمشقى المتوفى سنة 739 أن ألف تلخيصا دقيقا واضحا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015