الصرف لامية الأفعال ولها أيضا عشرة شروح، وتحفة المودود فى المقصور والممدود، وإيجاد التعريف فى علم التصريف. وبلغت مصنفاته نحو ثلاثين مصنفا بين منظوم ومنثور، وأوضحت فى كتاب المدارس النحوية منهجه فى النحو وأنه كان منهجا بغداديا مع مبله لاستخدام بعض الرخص الكوفية، وسنعود إلى الترجمة له ترجمة أكثر تفصيلا فى السّفر الخاص بالأندلس والمغرب إذ عداده حقا إنما هو فى الأندلسيين.

وتظل دراسات اللغة والنحو فى الشام بعد هؤلاء الأعلام الثلاثة مزدهرة، ويظل التبادل فيها موصولا بين علماء الشام ومصر طوال أيام المماليك ونذكر من نحاة الشام ولغوييها الذين تكوّنوا فى موطنهم ثم نزلوا القاهرة ودرّسوا النحو واللغة فيها للطلاب بهاء (?) الدين بن النحاس الحلبى المولود سنة 627 سمع مواطنه ابن يعيش وتلقى عنه العلم ثم بارح حلب إلى القاهرة والتفّ الطلاب حوله وصار شيخ العربية بالديار المصرية حتى توفى سنة 698 وينسب له شرح على ديوان امرئ القيس نشره الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم مع مجموع شروح الديوان بدار المعارف. ومن هؤلاء اللغويين والنحاة المستوطنين لمصر ابن الصائغ (?) محمد بن الحسن المولود بدمشق سنة 645 نزل القاهرة وأقام بها يقرئ الناس العربية وكان شاعرا كما كان لغويا، وله شرح على مقصورة ابن دريد وشرح على ملحة الحريرى ومختصر لصحاح الجوهرى جرّده فيه من الشواهد، توفى بالقاهرة سنة 722. ومن أهم هؤلاء النحاة المهاجرين من الشام إلى مصر وأشهرهم بهاء (?) الدين بن عقيل عبد الله بن عبد الرحمن الحلبى الأصل والمولد، وقد لزم شيوخ الفقه الشافعى والحديث والعربية بمصر يأخذ عنهم، وخاصة النحوى الكبير أبا حيان، وألف شرحه المشهور على الألفية ويمتاز بالوضوح ونصاعة العبارة، ولذلك عنى به الشراح فشرحوه مرارا وله شرح على كتاب التسهيل لابن مالك، وظل يشتغل بالتدريس فى مدارس متعددة حتى توفى سنة 769. وإنما أردنا بذكر اللغويين والنحويين الشاميين النازلين بالقاهرة إلى أن ندل من جهة على أن التبادل العلمى بين القاهرة والشام فى النحو ظل طوال زمن المماليك نشيطا، وظلت دراساته حية قوية إلى أبعد حد، وتتوالى أمامنا تراجم كثيرة طوال القرن التاسع الهجرى نقرأ فيها أن هذا الشيخ أو ذاك كان بارعا فى القراءات أو فى الفقه وأصوله وأيضا فى العربية، ولم تكن توجد بلدة لا فى الشام فحسب بل أيضا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015