ترتيب بلاد الفيوم» ويؤلف (?) ابن شداد المتوفى سنة 684 - هو غير بهاء الدين بن شداد صاحب سيرة صلاح الدين-كتابا بديعا سماه الأعلاق الخطيرة فى أمراء الشام والجزيرة نشر منه جزآن عن دمشق وحلب، وهو يعطى بيانات دقيقة عما فى البلدين من المساجد والخانقاهات والمزارات والحمامات، وقد رجعنا إليه مرارا فى حديثنا عن الحركة العلمية.
وتأخذ الكتب الجغرافية المليئة بالعجائب والغرائب فى الظهور. ونقرأ منها كتاب نخبة الدهر فى عجائب البر والبحر لشمس (?) الدين محمد بن أبى طالب الدمشقى المتوفى سنة 727 وكان إماما لمسجد الربوة بدمشق، والكتاب يفيض بمعلومات كثيرة تدخل فى التاريخ الطبيعى وما يتصل به من نباتات البلدان شرقا وغربا وحيواناتها ومعادنها، وللشام أو بعبارة أدق لسوريا وفلسطين نصيب جغرافى كبير، وألحق به بعض الخرائط وفقدت منه.
وكان حملة الصليب قد خرجوا نهائيا من الشام، فكان من الطبيعى أن يعنى إبراهيم (?) بن الفركاح المتوفى سنة 727 بتأليف كتابيه: «الإعلام بفضائل الشام» و «باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس». ويلقانا أبو الفدا الملك المؤيد (?) إسماعيل الأيوبى صاحب حماة المتوفى سنة 732 ويشتهر بكتابين فى التاريخ والجغرافيا، ويهمنا الثانى وعنوانه «تقويم البلدان» وهو كتاب جغرافى للعالم فى زمنه، وقد ظل أهم كتاب جغرافى عربى حتى العصر الحديث، ودائما يذكر مصادره كأحدث الكتابات الجغرافية. ويؤلف شهاب (?) الدين القدسى المتوفى سنة 765 كتابه «مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام»، ويلقانا عمر (?) بن الوردى المتوفى سنة 850 - وهو غير زين الدين بن الوردى المتوفى قبله بقرن-وله كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب، وهو مع وصفه الجغرافى للبلاد والأرض والبحار يعنى بالقصص الغريبة، وقد جلبنا منه قصصا طريفة فى كتابنا «عجائب وأساطير». ويؤلف عبد (?) الرحمن العليمى المتوفى لأوائل زمن العثمانيين سنة