كبير كتاب القرن الرابع وعلى بن محمد (?) الإسكافى النيسابورى وأسرة بنى ميكال من أهل نيسابور وفى مقدمتهم أبو الفضل الميكالى الذى ترجمنا له بين شعراء الغزل، ويقتطف الثعالبى فصولا طريفة من رسائله. وأكثر المجلد الرابع من اليتيمة إنما هو فى الترجمة لأدباء بخارى ونيسابور ومن طرأ عليهما من كبار الأدباء مثل بديع الزمان، وسنفرد له حديثا، ومثل أبى بكر الخوارزمى، وقد ترجمنا له فى شعراء الهجاء، وهو أكبر كتاب الرسائل الشخصية أو الإخوانية فى العصر ورسائله مطبوعة، وقد تحدثنا عن فنه الكتابى وبراعته الأدبية فى كتابنا «الفن ومذاهبه فى النثر العربى».
ويفيض المجلد الثالث من كتاب اليتيمة فى ذكر كتّاب الدولة البويهية فى الرىّ وأصبهان والجبل وفارس والأهواز وفى مقدمتهم ابن العميد والصاحب بن عباد، وسنخص كلامنهما بحديث، ويشيد الثعالبى بأبى العباس (?) الضبى المتوفى سنة 399 ويقول إنه خليفة الصاحب وجذوة من ناره، ويجرى فى طريقه، ترسما وترسلا. وكان لجرجان وطبرستان حظهما من الكتاب والشعراء، ولعل كاتبا فيهما لم ينبغ نبوغ قابوس بن وشمكير فى الترسل والكتابة، وسنلم به وبكتابته عما قليل. ونلتقى فى الدولة الغزنوية بكثيرين من الكتاب وفى مقدمتهم أبو الفتح البستى، وقد ترجمنا له بين شعراء الحكمة والفلسفة، وكان يعاونه فى الكتابة أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبى، وسنقف عنده بعد قليل. ومن كتّاب الدولة الغزنوية أبو بكر القهستانى الذى ترجمنا له بين شعراء اللهو والمجون وكان على رأس كتّاب الأمير محمد بن محمود الغزنوى. ويذكر الثعالبى فى تتمة اليتيمة بعض أسجاعه فى رسائله.
ومن كتاب هذه الدولة أيضا القاضى أبو أحمد منصور (?) بن محمد الأزدى الهروى المتوفى سنة 440 وأشاد بكتاباته وأشعاره كل من ترجموا له من القدماء.
ونمضى إلى الدولة السلجوقية فى القرن الخامس الهجرى ونجد على رأس كتّابها أول وزير لها عميد الملك منصور بن محمد الكندرىّ المارّ ذكره المتوفى سنة 456 للهجرة وفيه يقول صاحب الدمية: «لعميد الملك الكندرىّ طريقة فى الترسل محمودة، وموافقة فى البلاغة مشهودة» (?) ويذكر نموذجا من كتاباته. ومن كتّاب هذه الدولة أبو الحسن (?) الحسينى