شعراء اللسان العربى، بل كان يشمل المتصوفة الذين ينظمون باللسان الفارسى، على شاكلة الشيخ سعدى الشيرازى، وله أشعار صوفية عربية من مثل قوله (?).

يا نديمى قم بليل … واسقنى واسق النّدامى

خلّنى أسهر ليلى … ودع الناس نياما

فى أوان كشف الور … د عن الوجه اللّثاما

قل لمن عيّر أهل ال‍ … حبّ بالحبّ ولا ما

لا عرفت الحبّ هيها … ت ولا ذقت الغراما

عبد الكريم القشيرى

وهى خمرية صوفية طريفة. ومرّ بنا فى الفصل الأول أن المتصوفة فى إيران كانوا يمثلون اتجاهين: اتجاها سنيّا واتجاها فلسفيا، ولعل من الخير أن نقف قليلا عند شاعرين يمثلان النزعتين، هما عبد الكريم القشيرى ويحيى السّهروردىّ.

عبد الكريم (?) القشيرىّ

ولد فى قرية أستوا بخراسان سنة 376 وفيها بدأ تعليمه، ثم انتقل إلى نيسابور حاضرة خراسان العلمية لعصره، واتفق أن حضر مجلس الصوفى الكبير أبى على الدقّاق، فأعجب به وسلكه بين مريديه، وأشار عليه بالاشتغال بالعلم والفقه، فأقبل على دروس أبى بكر الطّوسى الفقيه الشافعى، ثم اختلف إلى دروس ابن فورك حتى أتقن علم الأصول، كما اختلف إلى دروس أبى إسحق الإسفراينى الفقيه الشافعى المتكلم الأصولى، ونظر فى كتب القاضى الأشعرى أبى بكر بن الطيب الباقلانى. وسرعان ما أصبح علامة فى الفقه الشافعى وفى التفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة وعلم التصوف وعلم الكلام على مذهب الأشعرى. وزوّجه الدقاق ابنته حبّا له، حتى إذا توفى خلفه فى مجالسه سالكا مسالك المجاهدة والتجريد، وأخذ فى التصنيف، فصنف التفسير الكبير قبل سنة عشر وأربعمائة وسماه «التيسير فى علم التفسير» وهو-كما يقول ابن خلكان-من أجود التفاسير.

وخرج إلى الحج فى رفقة، فيها الشيخ أبو محمد الجوينى والد إمام الحرمين وأحمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015