نحوية متنوعة غير أننا سنكتفى بذكر الأمهات وأصحابها، وأول من نقف عنده ابن درستويه الفارسى المتوفى سنة 347 وقد مرّ ذكره بين اللغويين فى العراق، وأهم منه إمام النحاة عامة فى القرن الرابع الهجرى أبو على الفارسى (?) المولود بالقرب من شيراز سنة 288 وكان رحلة فى تدريسه، فأيام فى شيراز وأيام فى عسكر مكرم بخوزستان وأيام فى كرمان، وأيام أخرى فى بغداد أو فى حلب أو فى الكوفة أو فى دمشق، وله كتب يسميها المسائل كل منها منسوب إلى بلدة من هذه البلدان فهناك المسائل الشيرازية والعسكرية والحلبية، وهكذا. وبجانب ذلك له كتب مستقلة عنى القدماء بشرحها مثل الإيضاح والتكملة وقد صنفهما باسم عضد الدولة. وهو أستاذ ابن جنى، وفى كل مكان من كتبه ينقل عنه وخاصة فى الخصائص وما وضعه فيه من القواعد الكلية، حتى ليخيّل إلى الإنسان كأن أكثر الأصول والآراء التى سجلّها ابن جنى فى كتبه إنما استمدها من إملاءات أبى على الفارسى. وهو فى آرائه النحوية ينتصر مرة للخليل وسيبويه وغيرهما من البصريين، ومرة ثانية ينتصر للكوفيين، ومرة ثالثة يستنبط آراء مبتكرة لم يسبق إليها، نافذا بذلك إلى المذهب (?) البغدادى الجديد فى النحو الذى كان يقوم على الانتخاب من آراء مدرستى الكوفة والبصرة مع الخلوص إلى آراء وأحكام نحوية جديدة.

وكان يعاصره أحمد بن فارس الذى مر بنا ذكره، وله كتب نحوية كان يذهب فيها مذهب الكوفيين، واقترح للنحو مقدمة على شاكلة إيساغوجى فى المنطق، سماها مقدمة فى النحو. ومن نحاة إيران فى القرن الخامس عبد القاهر الجرجانى وسنفصل الحديث فيه بين البلاغيين، غير أننا نشير إلى أن له كتابا فى النحو سماه العوامل المائة، عنى به الشراح طويلا.

ويأتى بعده الزمخشرى، وله كتب نحوية مختلفة، أشهرها المفصّل، وقد جعله فى أربعة أقسام: قسم للأسماء تحدث فيه عن المرفوعات والمنصوبات والمجرورات والنسب والتصغير والمشتقات، وقسم للأفعال وأنواعها المختلفة وقسم للحروف وأصنافها الكثيرة، وقسم للمشترك أراد به الإمالة والزيادة والوقف والإبدال والإعلال والإدغام، وقد شرح هذا الكتاب مرارا، وأهم شروحه شرح ابن يعيش فى عشر مجلدات. وهو فى الكتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015