أشعاره بل قد يغنون له بعض مدائحه بما يتقدمها من غزل ونسيب وما تذيع من ثناء ومديح.

وله مراث لزوجته وبعض أهله تفيض بالأسى واللوعة الممضة كقوله فى أخ وأخت له ماتا فى أسبوع واحد:

مضت ما ابيضّت الضّفرات منها … ومات وما بدا شعر العذار

فأيّهما على الخلوات أبكى … أبدر التّمّ أم شمس النهار

وفى الحق أن ابن هتيمل كان شاعرا مجيدا سواء فى مراثيه أو فى غزله ونسيبه أو فى مدائحه، وهو فى المدائح يسجل أحداث عصره وما كان فيه من وقائع حربية، وخاصة حروب السلطان المظفر، مما جعل الخزرجى ينشد كثيرا من أشعاره فى العقود اللؤلؤية.

أحمد بن سعيد الخروصىّ الستالىّ (?)

عمانى من وادى خروص، ومن قرية منه تسمى ستال، وفيها ولد سنة 584 وبها نشأ وتلقن الشعر واللغة والنحو والبلاغة وفى هذا دليل واضح على ما نقول من أن الثقافة العربية كانت منتشرة فى كل ركن من أركان الجزيرة، بل فى كل قرية، ومثلها الثقافة الإسلامية، فقد كان الناشئة يبدءون بحفظ القرآن، ويقعدون فى حلقات بعض الشيوخ لسماع العظات وشئ من التفسير للذكر الحكيم وبعض الأحاديث النبوية. ولما شب الستالى عن الطوق غادر قريته إلى عمان، وأخذ فيها ينهل من موارد العلم والعلماء فى عصره. وحين أنس من نفسه تدبيج المدائح قصد بها حكام عمان السنيين من بنى نبهان، ويسجل شعره كثيرا من أحداث زمنه، وخاصة ما كان بين بنى نبهان وبين الفرس من حروب، فقد كانوا يكثرون من الإغارة على ديارهم، غير أنهم كانوا يعودون دائما مدحورين على نحو ما يصور ذلك الستالى فى مديحه للأمير النبهانى كهلان سنة 650 وكذلك فى مديحه للأمير النبهانى عمر بن نبهان بن عمر بن محمد بن عمر بن نبهان سنة 674 وهو وأبوه نبهان وعمه أبو القاسم على وكذلك عمه محمد تتردد أسماؤهم فى مدائحه ومراثيه فى الديوان، من ذلك قوله فى أبى القاسم على مادحا ومهنئا بالعيد:

أبا القاسم الميمون أوتيت فى الدّنى … من الفضل ما لم يؤت عجم ولا عرب (?)

لك الشّيم الغرّاء والهمم العلا … وأنت السّنان الصّدق والمرهف العضب (?)

أبا القاسم اسلم وابق للمجد وادعا … وحلّ بشانيك المخافة والرّعب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015