اجتهدت بتحصيله وإذهابه (?)».

وكان للحنفية نشاطهم ومن أشهر علمائهم فى القرن الخامس فى اليمن القاضى محمد بن أبى عوف، ويعقد لهم الجعدى فصلا قصيرا فى كتابه يذكر أسماء طائفة منهم، ويقف عند القاضى المذكور، ويقول إنه صنف كتابا بعنوان «القاضى» وهو مشهور فى اليمن والعراق عند الحنفية. واشتهر منهم فى القرن السابع أبو بكر بن عيسى المعروف بابن حنكاش (?) المتوفى سنة 664 وإليه انتهت رياسة الحنفية فى اليمن، ويقال: لو لم يوجد لمات مذهب أبى حنيفة هناك، إذ حمل السلطان نور الدين الرسولى على بناء مدرسة للحنفية بزبيد وكان قد بنى بها مدرسة للشافعية.

وكان يقابل فقه الشافعية فى تهامة وزبيد فقه الزيدية فى صعدة من قديم، وكان الأئمة الرسّيون كلما غلبوا على بلد فى اليمن حاولوا أن يشيعوا فيه مذهبهم، حتى إذا تمت لهم الغلبة فى العصر العثمانى أشاعوا مذهب الزيدية، غير أن مركز الشافعية فى زبيد وتهامة ظل ثابتا إلى اليوم. ومعروف أن الفقه الزيدى نشأ مبكرا. فإن زيد بن على زين العابدين بن الحسين المقتول سنة 122 بالكوفة هو الذى أرسى قواعده فى كتاب فقهى له اشتهر باسم المجموع الفقهى (?)، وهو أساس الفتوى والأحكام القضائية عند الزيدية، وقد طبع فى القاهرة سنة 1340 وطبع قبل ذلك مع شرح له باسم الروض النضير للحسين الخيمى فى أربعة أجزاء سنة 1337 وطبع أيضا بشرح شرف الدين السباعى، والشرحان مطبوعان فى القاهرة. وعنى أئمة الزيدية فى اليمن-منذ تأسيس الإمام الهادى إلى الحق يحيى بن الحسين دعوتهم-بهذا الكتاب فهو عمدتهم فى الفقه والتأليف فيه، وللإمام الهادى كتاب يسمى.

كتاب جامع (?) الأحكام فى الحلال والحرام. ويتكاثر تأليف أئمة الزيدية لكتب الفقه فى اليمن، ونذكر من كتبهم أطرافا، فمن ذلك المنصور بالله عبد الله بن حمزة، له فتاوى كثيرة مجموعة. ومن ذلك الإمام محمد بن المطهر المتوفى سنة 728 له المنهاج الجلى شرح مجموع الإمام زيد بن على. ومن ذلك الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة صاحب الطراز الذى تحدثنا عنه فى النشاط البلاغى له كتاب الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار فى ثمانية عشر جزءا. ومن ذلك الإمام المهدى أحمد بن يحيى المتوفى سنة 840 له البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار طبع مع تخريج أحاديثه فى خمسة أجزاء، وله أيضا كتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015