منهم فى زبيد ببلاط جياش بن نجاح زيد بن عطية الذى سبق أن تحدثنا عن حذقه لعلوم الأوائل، وكان يعاصره فى بلاط الصليحيين إسماعيل (?) بن إبراهيم الربعى النحوى اللغوى الشاعر، من أهل صنعاء، وكان مؤدبا لأولاد الأمراء الصليحيين، وله قصيدة فى غريب اللغة جعل ترتيبها على ترتيب معجم العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد وسماها «قيد الأوابد» وجعل لها شرحا ضمنه نوادر وطرائف من الأخبار والأشعار. ومن نحاة اليمن القاضى أبو بكر اليافعى المتوفى سنة 552 وله فى النحو مختصر سماه المفتاح، وسرعان ما تنجب اليمن نشوان (?) بن سعيد المتوفى سنة 580 وله فى اللغة كتب مختلفة، أهمها «شمس (?) العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم» فى ثمانية مجلدات، رتبه على حروف المعجم بحسب أوائل الكلمات لا أواخرها متابعا فى ذلك الزمخشرى فى معجمه أساس البلاغة، وحرص فيه على دقة الضبط بالنقط والحركات، وقسم كل باب فيه أو حرف قسمين: قسما للأسماء وقسما للأفعال، وعنى بأن يذكر فيه كثيرا من الكلمات اليمنية التى لم تسجلها المعاجم قبله، وأكثر فيه من شواهد القرآن الكريم والحديث النبوى والشعر والأمثال. وكان يعاصره الحسن (?) بن أبى عباد المتوفى سنة 590 ويقول القفطى إن له مختصرا فى النحو مشهورا فى اليمن يقرؤه المبتدئون، ويقول السيوطى فى البغية عنه: «إمام النحاة فى قطر اليمن كانت الرحلة فى علم النحو إليه وإلى ابن أخيه إبراهيم». وكان يعاصرهما على (?) بن سليمان اليمنى النحوى المتوفى سنة 599 وله مصنف فى النحو سماه كشف المشكل فى مجلدين، وروى له ياقوت أبياتا يحصر فيها جموع التكسير.

وتنهض الدولة الرسولية بعلوم العربية نهضة واسعة، وكانوا يجزلون العطاء للعلماء فقصدوهم من كل فج ومرّ بنا أن الفيروزابادى (?) مجد الدين محمد بن يعقوب المتوفى سنة 817 بزبيد وفد على السلطان الأشرف، فأكرمه إكراما عظيما، وكان قبل أن يفد عليه جاور بمكة من سنة 770 إلى سنة 775 وكان له فيها دار كثيرا ما عاد إليها، وجعلها فى سنة 802 مدرسة باسم الملك الأشرف وقرر بها طلبة وثلاثة مدرسين: فى الحديث وفقه مالك وفقه الشافعى، وزار المدينة المنورة وقرر بها ما قرر بمكة، وكان الأشرف قد ولاه وظيفة قاضى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015