فلكية ومعلومات عن خطوط العرض والرياح والشواطئ والشعاب والجزر فى المحيط الهندى وما يتصل به من المحيط الهادى، مما كان سببا مباشرا فى نشوء علم الملاحة عند العرب وازدهاره على مر السنين. وكان يشترك فى هذه الملاحة سكان الخليج العربى وجنوبى الجزيرة العربية، ونهض بها منهم ربابنة كثيرون.
وأشهر ربابنة الجزيرة العربية شهاب الدين أحمد بن ماجد المولود فى عمان حوالى سنة 830 للهجرة، وقد نشر له المستشرق جبرييل قران فى باريس سنة 1921 - 1923 مجموعة كبيرة من أعماله النثرية والشعرية أنشأها فى نحو ثلاثين عاما بين سنتى 865 و 895 ولقران تحليل طريف لتلك الأعمال نشره فى دائرة المعارف الإسلامية تحت اسم شهاب الدين. ونشر المستشرق الروسى تيودور شوموفسكى فى موسكو سنة 1957 ثلاث أراجيز لأحمد بن ماجد مع دراسة وتعليقات، وعنى الدكتور محمد منير مرسى بهذه الأراجيز الثلاث ونشرها فى القاهرة بعنوان: «ثلاث أزهار فى معرفة البحار» ونقل معها تعليقات تيودور شوموفسكى، وردّ الاقتباسات المترجمة عن المصادر العربية إلى أصولها المطبوعة والمخطوطة، وشرح طائفة من المصطلحات البحرية عند ابن ماجد وبذل فى ذلك كله جهدا محمودا.
والأعمال التى نشرها قران لابن ماجد إنما نشرها عن مخطوطة فى باريس يبلغ عدد أوراقها 181 ورقة، وبها أراجيز وقصائد تبلغ نحو العشرين، تتناول أصول علم البحار والفلك والملاحة فى المحيط الهندى والبحر الأحمر وخليج عدن وخليج العرب كما تتناول النجوم والبروج والشعاب. وجميعها أشعار تعليمية تصور علم الملاحة البحرية عند العرب. وبجانب هذه الأشعار فى المخطوطة الباريسية كتاب ابن ماجد النفيس: «الفوائد فى أصول علم البحر والقواعد» ألفه سنة 895 للهجرة، وهو فى اثنى عشر فصلا، ويتحدث ابن ماجد فى الصفحات الأولى منه عن الأصول الأسطورية للملاحة والإبرة والبوصلة ولإسطرلاب. ويعرض للكتابات فى الملاحة قبله ويشيد بثلاثة من الربابنة، هم سهل بن أبان ومحمد بن شاذان وليث بن كهلان، معتمدا فى ذلك على دفتر كتبه حفيد لسهل بن أبان تاريخه سنة 580 وأغلب الظن أنه يقصد السنة الهجرية، وليس