سلطانه من أطراف عمان ونجران واليمن إلى بادية الشام فى أقصى الشمال من الجزيرة، ومن الخليج العربى ونهر الفرات إلى بحر القلزم (البحر الأحمر) واستولى على الطائف ومكة، مما جعل الدولة العثمانية تستعين بمحمد على واليها فى مصر، كى يستخلص الحجاز منه، فأرسل إليه جيشا بقيادة ابنه إبراهيم واستطاع الجيش الاستيلاء على المدينة ومكة سنه 1227 هـ/1812 م وسرعان ما توفى سعود فى الدرعية سنة 1229 هـ/1814 م وتولى بعده ابنه عبد الله، وفى عهده أخذت البلاد تسقط واحدة تلو الأخرى فى يد إبراهيم باشا، واستسلم عبد الله بن سعود، وأرسل إلى القسطنطينية حيث قضى نحبه سنة 1234 هـ/1818 م. ويتولى حكم الدرعية تركى بن عبد الله بن محمد بن سعود.
وبذلك ينتقل الحكم فى آل سعود من بيت عبد العزيز بن محمد إلى بيت أخيه عبد الله بن محمد، ويبقى فيه إلى اليوم. وينشط تركى، ويفتح الحسا والقطيف، ويعقد صلحا مع صالح بن على أمير حائل وزعيم منطقة شمر أو جبلى أجأو سلمى ويغتال سنة 1249 هـ/1833 م ويخلفه ابنه فيصل وكان ضعيفا، فيأسره المصريون ثم يعيدونه إلى إمارته ويظل بها حتى عام 1282 هـ/1865 م وهو عام وفاته. وتعقبه فترة من الاضطرابات والفتن بين أبنائه استطاع فى خلالها محمد بن رشيد صاحب حائل أن يبسط سلطانه على أكثر البلاد الخاضعة للسعوديين، لولا أن هبّ لا فى هذا العصر بل فى العصر الحديث التالى عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل فاسترد الرياض وكل ما فقد من إمارة آبائه.
توزعت اليمن فى هذا العصر دول كثيرة، لعل أقدمها دولة بنى زياد فى زبيد (203 - 412 هـ) وخلفهم عليها دولة آل نجاح (412 - 554 هـ) ثم دولة بنى مهدى