ويبكى من خلال ذلك همومه وحزنه لمقتل المتوكل بأيدى الترك الذين صار إليهم بعد الفرس ال‍؟ ؟ ؟ والصولجان.

وإذا كان وصف الأطلال القديم أوحى للبحترى بهذا الموضوع الجديد، فإنه أوحى له ولكثيرين من حوله أن يصفوا قصور الخلفاء التى كانوا يشيدونها ويطيلون فى وصفها ووصف ما حولها من رياض وما يتقدمها من فوّارات وبرك على شاكلة قول على بن الجهم فى وصف أحد القصور الكثيرة التى كان يسكنها المتوكل بضواحى سامراء ووصف فوارتها أو نافورتها (?):

صحون تسافر فيها العيون … وتحسر عن بعد أقطارها

وقبّة ملك كأن النجو … م تفضى إليها بأسرارها

لها شرفات كأن الربيع … كساها الرياض بأنوارها

نظمن الفسيفس نظم الحلىّ … لعون النّساء وأبكارها (?)

فهنّ كمصطبحات برزن … بفصح النصارى وإفطارها (?)

فمنهنّ عاقصة شعرها … ومصلحة عقد زنّارها (?)

وفوارة ثأرها فى السّماء … فليست تقصّر عن ثارها

تردّ على المزن ما أنزلت … على الأرض من صوب مدرارها

وواضح أنه صوّر سعة أفنية هذا القصر وعظم قبّته وصعودها فى السماء حتى لكأنما تفضى إليها النجوم بأخبار الغيب وأنبائه، كما صوّر شرفات القصر وما زينت به من الفسيفساء الملونة الجميلة جمال الحلى على جيد النساء وأعناقهن، وتنوعت أشكال تلك الشرفات، حتى لقد أشبهت الفتيات حاملات الشموع فى عيد الفصح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015