دع عنك رسم الدّيار … ودع صفات القفار
وعدّ عن ذكر قوم … قد أكثروا فى العقار (?)
ودع صفات الزناني … ر فى خصور العذارى (?)
وصف رغيفا سريّا … حكته شمس النهار
أو صورة البدر لما اس … تتمّ فى الاستدار
فليس تحسن إلا … فى وصفه أشعارى
وذاك أنى قديما … خلعت فيه عذارى
فهو إنما يتدلّه فى الرغيف ويمتلئ به قلبه المحروم حبا وصبابة. وكان وراءه كثيرون متعففون لا يمدون أيديهم للسؤال، وربما فقدوا حتى الرغيف ولم يجدوه.
ولعل شاعرا لم يصف مشاعر هذه الطبقات البائسة على نحو ما وصفها أبو الشمقمق ولذلك كان ينبغى أن نقف عنده قليلا.
أبو الشمقمق (?)
هو مروان بن محمد بصرى المنشأ والمربى، خراسانى الأصل، من موالى الأمويين، ومعنى الشمقمق الطويل، ويقال إنه كان قبيح المنظر وأضاف إلى قبح شكله خبث لسانه، فتحاماه الناس وازوروا عنه، فلم يفتحوا له أبوابهم إلا قليلا، وسرعان ما كان الباب الذى يفتح فى وجهه يغلق من دونه، فعاش فقيرا محروما إلا من بعض ما كان يسقط إليه من قائد أو أمير أو من بعض زملائه الشعراء، فى الحين الطويل بعد الحين. وقدم بغداد فى أيام الرشيد والبرامكة غير أن أبوابهما لم تفتح له، ولعل ذلك ما جعله يهجو الفضل بن يحيى