فلطالما زكّيتنى … وأنا المقيم على المعاصى

أيام أنت إذا ذكر … ت مناضل عنى مناصى (?)

وأنا وأنت على ارتكا … ب الموبقات من الحراص

وله معاتبات بديعة كثيرة لأصدقائه يتحدث فيها عن واجب الصديق للصديق حديثا كله برّ وعطف، على شاكلة قوله:

لقد حزت من قلبى مكانا ممنّعا … أرى لك فيه أن أريق لك الدّما

سأشرب كأسيك اللتين سقيتنى … وإن كانتا والله صابا وعلقما

وأدخل كفّى إثر كفّك فى الذى … عراك ولو أدخلتها ثقب أرقما (?)

وبلغه توعد محمد بن سليمان العباسى بعد وفاة محمد بن السفاح لما كان يردّده من الغزل بلسان ابن عمه فى أخته على نحو ما أسلفنا فمدحه أمداحا مختلفة غير أن محمد بن سليمان ظل حنقا عليه وجدّ فى طلبه، فمضى إلى قبر أبيه سليمان بن على فاستجار به، وبلغ ذلك محمدا فقال: والله لأبلّنّ قبر أبى من دمه، فهرب حماد إلى بغداد فعاذ بجعفر بن المنصور، فأجاره، ويقال إنه طلب إليه هجاء محمد بن سليمان وكان واليا على البصرة فلبّاه وهجاه هجاء مقذعا بمثل قوله:

له حزم برغوث وعقل مكاتب … وغلمة سنّور بليل تولول (?)

وبلغ هجاؤه ابن سليمان فأهدر دمه، ويقال بل قتله لزندقته، وقال: والله لا يفلتنى أبدا، وعرف أنه استتر منه بالأهواز، فأرسل إليه بعض مواليه وأمره أن يفتك به، فلم يزل يطلبه حتى وقف عليه فقتله غيلة سنة 161 للهجرة.

مطيع (?) بن إياس

كان أبوه إياس بن مسلم شاعرا، وكان من أهل فلسطين الذين أمدّ بهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015