ولست أترك تفضيلى له أبدا … حتى الممات على رغم الملاعين
وكثر فى هذا العصر بين شعراء الشيعة الحديث عن على بن أبى طالب وفضائله، ومرّ بنا فى الفصل الرابع أن لبشر بن المعتمر مزدوجة صوّر فيها منزلته وكيف أنه يرتفع فوق خصومه من الخوارج درجات. وينبغى أن نشير هنا إلى ما كان من محاولة المأمون عقد البيعة من بعده لعلى الرضا الإمام السابع عند الشيعة الإثنى عشرية، وأن أسرته ثارت عليه فى بغداد، وأن عليّا الرضا توفّى سريعا، فانصرف عن فكرته، وقد ظل يوالى العلويين على الرغم من قيامهم ببعض ثورات فى خلافته، إذ نراه-كما أسلفنا فى غير هذا الموضع-يكتب إلى الآفاق فى سنة 112 للهجرة بتفضيل على بن أبى طالب على جميع الصحابة، مما جعل شعراء الشيعة يطمئنون إليه، ونفذ بعض الشعراء من غيرهم مثل أبى تمام إلى النظم فى فضائل على إرضاء للدولة. وأيضا ينبغى أن نشير هنا إلى كثرة الانقسامات بين الشيعة وما جرّ إليه ذلك من أشعار انتصر فيها الشعراء لما اعتنقوه من بعض المذاهب الشيعية وفى كتاب الفرق بين الفرق للبغدادى منثورات مختلفة من تلك الأشعار. وجدير بنا أن نعرض لأبرز شعراء الشيعة فى العصر، وهم السيد الحميرى ومنصور النّمرى ودعبل وديك الجن.
السيد (?) الحميرى
هو إسماعيل بن محمد حفيد يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميرى الذى ترجمنا له فى الجزء الثانى من هذه السلسلة، وقد تشككنا هناك فى نسبه من حمير واستظهرنا أنه يرجع إلى أصول إيرانية لما عرف عنه من إتقانه الفارسية. على أننا نجد السيد