أما فى البيت الثالث فيشبهها فى سيرها الوئيد بالعروس فى سيرها الرفيق إلى خدرها.
وعلى هذا النحو لا يزال مسلم يلتقط لأبياته وأشعاره درر المعانى والصور، مضيفا إلى ذلك حلىّ كثيرة من وشى الطباق والمقابلة والجناس والمشاكلة، وهو فى ذلك لا ينسى العناية بموسيقاه الضخمة وما ترسل من رنين قوى محكم، مزاوجا بكل ما استطاع بين عناصر الشعر القديمة والجديدة، فإذا أشعاره تحتفظ بالصياغة الجزلة الرصينة التى تلذ الأسماع العربية، وإذا هى تفسح لمذهب البديع الجديد بكل طرائفه العقلية والخيالية، بحيث يمتع القلوب والأفئدة.
هو حبيب بن أوس الطائى، ولد بقرية جاسم بقرب دمشق على الطريق منها إلى طبرية، وقد تعددت الروايات فى سنة ولادته، فقيل سنة 172 وقيل سنة 182 وقيل سنة 188 وقيل سنة 192 ونسب إليه أنه قال: ولدت سنة 190 (?). والآراء متضاربة فى صحة نسبه من طيئ، فقد هجاه بعض معاصريه بأنه نبطى (?)، وزعم قوم أن أباه كان نصرانيّا (?) يسمّى تدوس وأنه حرّفه إلى أوس وانتسب فى طيئ. وظن مرجليوث فى ترجمته له بدائرة المعارف الإسلامية أنه ربما كان اسم أبيه المذكور فى المراجع القديمة على أنه تدوس محرف عن «تيودوس» وبنى