بالشام سيّره إليها الرشيد سنة 180 للهجرة (?)، يقول (?):

أعطى المقادة أهل الشام حين غشوا … من جعفر بهنات مالها حول

وأبدع قصائده فى البرامكة لاميته فى الفضل بن جعفر، وهى تعدّ من روائعه (?) وإذا صح أن من سماه إسماعيل فى قصيدته: «وإنى وإسماعيل يوم وداعه» (?) من البرامكة كانت هى الأخرى من درره فيهم. ونراه بعد وفاة يزيد بن مزيد يتصل بداود بن يزيد المهلبى أحد قواد الرشيد وولاته على إفريقية، وقد ولاه السند سنة 184 فرمّ ما فيها من شعث بين اليمنية والنزارية، وفتح كثيرا من مدنها، ويقال إنه «كان يجلس للشعراء فى السنة مجلسا واحدا فيقصدونه ذلك اليوم وينشدونه مدائحه، فوجّه إليه مسلم راويته بقصيدته فيه (?):

لا تدع بى الشّوق إنى غير معمود … نهى النّهى عن هوى البيض الرّعاديد (?)

فلما أنشدها بين يديه أمر له بعشرة آلاف درهم وأمر لمسلم بمائة ألف، وهى إحدى فرائده، ونراه فيها يتحدث عن انتصاراته فى «كرمان» وسجستان ومن فتك بهم من الخوارج والثوار، وكيف دانت له السند واستقامت أمورها خير استقامة.

ونرى مسلما يمدح جماعة من كتاب الدواوين والولاة وكبار رجال الدولة فى عهد الرشيد، وفى مقدمتهم يعقوب (?) بن سعدان، وكان سعدان كاتب زبيدة (?) زوج الرشيد، وسهل (?) بن الصباح المدائنى، وكان من مقدّمى رجال الدولة وأجوادهم (?)، والحسن (?) بن عمران الطائى والى الرشيد على دمشق (?)، وزيد ابن مسلم الحنفى أحد قواده، وقد نوّه به وبكرمه وشجاعته وبلائه فى الحروب فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015