والبشرية نسبة إلى بشر بن المعتمر المتوفى سنة 210 وقد تحول من البصرة إلى بغداد فنشر بها الاعتزال، وكان يقول بتفضيل على بن أبى طالب على بقية الصحابة ومنه سرى هذا القول إلى أصحابه من معتزلة بغداد، وله أشعار كثيرة نظمها فى التاريخ الطبيعى وفى أصناف الفرق والاحتجاج على أصحابها. وهو أول (?) من ذهب إلى تولد الأفعال بعضها من بعض كالحجر يرمى فيحطّم زجاجا، فتتطاير منه شظية فتصيب إنسانا، وقد اشتق من هذه الفكرة بحثا واسعا فى تحديد المسئولية إزاء مثل هذا الفعل المتولد عن غيره. وكان يخالف بعض رفاقه من المعتزلة فى فكرة وجوب الأصلح على الله لعباده، لأنه لا غاية لما يقدر عليه من الصلاح، فما من أصلح إلا وفوقه أصلح منه، وإنما الذى عليه حقّا أن يمكن العبد بالقدرة والاستطاعة.

والثمامية نسبة إلى ثمامة بن أشرس النّميرى البصرى المتوفّى سنة 213 وقد تحول مثل بشر بن المعتمر إلى بغداد، وكان يقول هو الآخر بتفضيل علىّ على الصحابة، كما كان يقول بخلق القرآن، وأكبر الظن أن بشرا المريسى هو الذى أقنعه بذلك. وكان المأمون يقدمه ويجعل له الرياسة على المتكلمين فى مجالسه.

وكان يذهب إلى أن الأفعال المتولدة لا فاعل لها (?) وأن المعارف كلها ضرورية وأن الحسن والقبح ذاتيان فى الأفعال، وعلى أساسهما يدور التحليل والتحريم فى الأوامر والنواهى الإلهية.

والهذيلية نسبة إلى أبى الهذيل العلاّف المتوفى بسامرّاء لسنة 227 وقيل:

بل سنة 235 وهو تلميذ عمرو بن عبيد وقد عمر طويلا، ويعدّ المؤسس الحقيقى للاعتزال. وكان يرى أن الصفات الإلهية عين الذات العلية (?). وفرّق بين أفعال الإنسان الاختيارية وأفعاله الطبيعية أو بعبارة أخرى بين أفعال القلوب وأفعال الجوارح. وتحدث فى مسائل فلسفية كثيرة كمسألة الجوهر الفرد أو الجزء الذى لا يتجزّأ ومسألة الكمون ككمون النار فى الحجر وغير ذلك مما يتصل بالأبحاث الفلسفية والطبيعية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015