مصنفاته غالبا على أبواب الفقه، وأول جيل يلقانا لمصنفيه (?) فى هذا العصر جيل عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة المتوّفى سنة 150 ومعمر بن راشد باليمن المتوفى سنة 153 وسعيد بن أبى عروبة بالبصرة المتوفى سنة 156 ومواطنه الربيع ابن صبيح المتوفى سنة 160 ومواطنهما حماد بن سلمة المتوفى سنة 165 وسفيان الثورى بالكوفة المتوفّى سنة 161 وعبد الرحمن الأوزاعى بالشام المتوفى سنة 157 والليث بن سعد بالفسطاط المتوفى سنة 175. ويتبع هذا الجيل جيل ثان على رأسه مالك بن أنس بالمدينة المتوفّى سنة 179 وسفيان بن عيينة بمكة المتوفى سنة 198 وعبد الرازق الصنعانى باليمن المتوفى سنة 211 وعبد الله بن المبارك بخراسان المتوفى سنة 181 وهشيم بن بشير بواسط المتوفى سنة 183 ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة بالمدائن المتوفى سنة 183 ومحمد بن فضيل بن غزوان بالبصرة المتوفى سنة 198 ووكيع بن الجراح بالكوفة المتوفى سنة 196 وعبد الله بن وهب بالفسطاط المتوفّى سنة 197.

وأهم كتاب وصلنا عن هذين الجيلين كتاب «الموطّأ» لمالك بن أنس إمام أهل المدينة، وهو مرتب على أبواب الفقه، وفى كل باب أحاديث الرسول-صلى الله عليه وسلم-المتعلقة به وأقوال الصحابة وفتاوى التابعين وفتاوى مالك نفسه. وقد ظل يمليه على طلاّبه نحو أربعين عاما، وهو يزيد وينقص فيه وفى أحاديثه، ولذلك اختلفت رواياته، وأشهرها رواية يحيى بن يحيى الليثى الأندلسى المتوفّى سنة 234 وقد شرحها الزرقانى وشرحه مطبوع.

وأخذت تقترن فى أواخر القرن الثانى بالطريقة السالفة فى تصنيف الحديث طريقة جديدة تقوم على تخليص الحديث من الفقه، مما جعل أصحابها يوزعون الحديث فى مصنفاتهم على أساس رواته من الصحابة، وهى الطريقة المعروفة باسم «المساند» إذ يسند المؤلف لكل صحابى ما روى عنه من الأحاديث، وممن سبقوا إلى التأليف على هذه الطريقة الربيع بن حبيب الإباضى البصرى المتوفّى سنة 170 ومسنده مطبوع وأبو داود الطيالسى المتوفى بالبصرة سنة 203 ومسنده هو الآخر مطبوع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015