2 - الشعر الأندلسي في مظاهره الكبرى

إذا عدنا إلى تلك القائمة من الكتب التي ألفت في أدب هذا العصر لفت نظرنا من بينها كتاب الحدائق لابن فرج وكتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس، وكتاب الشعراء من الفقهاء، فإذا أضفنا إليها كتابين آخرين يقعان في أعقاب هذه الفترة وهما: البديع في فصل الربيع والارتياح بوصف الراح لأبي عامر بم مسلمة؟ وهو كتاب تضمن ما قيل في الراح والرياحين والبساتين والنواوير - تبين لنا بوضوح أي الموضوعات الشعرية هي التي كانت تستأثر باهتمام الأندلسيين، وهي على التحديد: شعر الخمر ووصف الطبيعة والغزل والزهد. وليس لدينا صور مكتملة لهذه الموضوعات ولكن يبدو مما وصلنا من شعر غزلي ان هذا الموضوع لم يتفرد بشيء واضح وكذلك شعر الخمر.

أما شعر الزهد في الأندلس فقد ولد في أحضان الثورة على الحكم الربضي إذا كان الأتقياء ينظمون أشعار الزهد ويتغنون بها في الليل ويضمنونها التعريض به ثم أخذ هذا الأدب يقوى ردا على الحياة اللاهية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015