وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول: مهمدا، إذا أراد أن يقول محمدا ".
وقد حاول المتمسكون بصحة اللغة ان يقفوا في وجه هذا التطور اللغوي، فألف الزبيدي كتابه " لحن العامة " ليوقف الناس على الصواب والخطأ، وربما تحمس لذلك لأنه رأى هذا اللحن يدخل في المكتوب. وهاجم ابن شهيد الأندلسيين فيما يكتبون وقال ان كتابتهم ليس للفراهيدي فيها عمل ولا لسيبويه إليها طريق، وحاول الناثرون ان يلتزموا حدود الصحة والفصاحة ما أمكنهم في النثر الفني، غير ان شيوع الأزجال بعد هذا الدور الذي نؤرخه، جعل اللهجة المحكية في الأندلس مقياسا أدبيا، وان لم يعرف بها اكثر المتعلقين بأسباب الأدب الفصيح.
وربما كان مجال الإفاضة عن مظاهر اللهجة الأندلسية وخصائصها العامة حين نأخذ في الحديث عن الأزجال في غير هذا الجزء. ويكفي ان أضرب أمثلة قليلة في هذا المقام، نقل صاحب تثقيف اللسان عن الزبيدي ان الأندلسيين يقولون في التين: تين وفي النوتي: نوتي، وفي القبيط: قبيد، وقال ان مثل هذا لا يخطئ فيه الناس في صقلية (?) ، وذكر أبو حيان الجياني في تفسيره البحر المحيط، في موضع شذ عني الآن، ان أهل بلدهم أي الأندلسيين عامة يرقون القاف حتى تلحق بالكاف (?) . ومن الطريف ان نعلم ان بعض مدرسي اللغة والنحو؟ في عصر متأخر - كانوا يشرحون الدروس لطلبتهم باللهجة الدارجة.
نشأة الموشحات
وكانت الصورة الأدبية لهذا التبلور في الشخصية الأندلسية هي