عندما كان ابن زرب قاضيا. فقد اهتم هذا القاضي بالكشف عن اتباع ابن مسرة واستتابة من علم انه يعتقد ذلك المذهب، وتاب على يديه منهم جملة. ثم خرج ابن زرب إلى جانب الجامع الشرقي وقعد هناك وأحرق ما وجده من كتبهم وهم ينظرون إليه في سائر الحاضرين (?) .

وآخر من نعرفه من أصحاب ابن مسرة هو إسماعيل بن عبد الله الرعيني وهو متأخر عن الجيل الثاني منهم، وقد أدركه ابن حزم ولم يلقه " وكان من المجتهدين في العبادة، المنقطعين في الزهد ". وقد أحدث في المذهب أقوالا سبعة فنفر عنه سائر المسرية وكفروه، إلا قليل منهم. ومما أحدثه قوله أن الأجساد لا تبعث أبدا، وإنما تبعث الأرواح، وكان يقول: إن الإنسان حين يموت، تلقى روحه الحساب، ويصير إما إلى الجنة وإما إلى النار، وانه لا بعث إلا على هذا الوجه أبدا، وكان يقول: العالم لا يفنى أبدا، وكان لا ينسب الفعل إلى الله وينزهه عن ذلك، ويرى ان العرش هو الذي يدبر العالم وينسب قوله إلى ابن مسرة ويستشهد على ذلك بقوال في كتبه، قال ابن حزم: ليس فيها لعمري دليل على هذا القول. ولما برئ منه المسرية بقيت تتبعه ابنته متكلمة ناسكة مجتهدة. وقال ابن حزم انه (أي ابن حزم) عرض هذه الأقوال على ابن لإسماعيل فأنكر كل ذلك. قال: ورأيت أنا من أصحاب إسماعيل من يصفه بفهم منطق الطير وبأنه كان ينذر بأشياء قبل أن تكون فتكون. وهناك أمور لا شك فيها وهي انه كان عند فرقته إماما واجبة طاعته يؤدون إليه زكاة أموالهم. وكان يذهب إلى أن الحرام قد عم الأرض وانه فرق بين ما يكتسبه المرء من صناعة أو تجارة أو ميراث أو بين ما يكتسبه من الرفاق. وان الذي يحل للمسلم من كل ذلك قوته كيفما أخذه؟ هذا أمر صحيح عندنا عنه يقينا، وأخبرنا عنه بعض من عرف باطن أمورهم انه كان يرى الدار دار كفر مباحة دماؤهم وأموالهم إلا أصحابه فقط، وصح انه كان يقول بنكاح المتعة (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015