الجمع بين معاني صفات الله وأنها كلها تؤدي إلى شيء واحد وانه ان وصف بالعلم والجود والقدرة فليس هو ذا معان متميزة تختص بهذه الأسماء المختلفة، بل هو الواحد بالحقيقة الذي لا يتكثر بوجه.. وتزعم الفرقة الباطنية ان لانبذوقليس رموزا قلما يوقف عليها (?) . وقد يستنتج مما جاء في كتب ابن مسرة ان النبوة اكتساب لا اختصاص وانه قد يحرزها من بلغ الغاية من الصلاح وطهارة النفس، وان أنكر بعض أصحابه نسبة هذا القول له (?) . وقد ابرز مذهب ابن مسرة نظرية ثانوية موجودة في تاسوعات افلوطين وهي القول بوجود مادة روحانية يشترك فيها جميع الكائنات عدا الذات الإلهية. واعتبرت هذه المادة أول صورة برزت للعالم العقلي يتألف من الجواهر الخمسة الروحانية. وقد دافع ابن مسرة عن هذا المذهب تحت ستار إسلامي من آراء المعتزلة والباطنية (?) .
واستطاع ابن مسرة ان يجتذب إليه تلامذة كثيرين وعاش معهم في عزلة، وكان كما تصوره الروايات، ذا قدرة ساحرة مؤثرة في النفوس، كما انه ألف بعض الكتب في مذهبه منها كتاب الحروف، وكتاب التبصرة، ويقول ابن الأبار أن ابن مسرة لم يكن يخرج كتابا إلا بعد أن يتعقبه حولا كاملا، فلما ألف التبصرة احتال صاحبه حي بن عبد الملك الذي كان يسكن معه في متعبده بالجبل فاستخرج كتاب التبصرة وانتسخ منه نسخة لنفسه ورد الأصل، ثم أرى النسخة لابن مسرة وقال له: تعرف هذا الكتاب؟ فلما تصفحه قال له: لا نفعك الله به، ولم يخرج كتاب التبصرة بعد ذلك إلى أحد (?) . غير ان بعض كتبه كان معروفا في الأندلس، وقد رأى ابن حزم عددا منها.