وختمها بقوله:
وبين ضلوعي من هواه تميمة ... ستنفع لو أن الحمام يجلح فجعل من بالحضرة من أعداء ابن عمار ينتقدون الشعر ويطلبون له عيبا ويقولون: أي معنى أراد؟ ما قال شيئا ولا كاد: فقال لهم المعتمد: مهما سلبه الله من المروءة والوفاء، فلم يسلبه الشعر، إنما قلب بيت الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع فسكبت القوم إلا أبا سالم العراقي فانه جعل يتمضغ بقوله في القصيدة:
ولم لا وقد أسلفت وداً وخدمة ... يكران في ليل الخطايا فيصبح ويقول: ما معناه، وهلا بدل هذا اللفظ بسواه، فتعبث به المعتمد متحديا أن يغير العبارة (?) . والحكاية تصور إيمان المعتمد بشاعرية ابن عمار ودفاعه عنها، ومعرفته بنواحي الجودة في الشعر، دون أن تؤثر العداوة السياسية في أحكامه، كما تصور حال الانتهازيين الذين يتخذون من النقد وسيلة البلوغ إلى رضى المعتمد، وهو يعلمون ما بينه وبين صديقه القديم من " ود مفقود ".
وتتشابه المقامات النقدية في إرسال أحكام مجملة حول عدد من الشعراء، وفي كل وقفة قصيرة عند شاعر إثر شاعر يختار الناقد؟ مؤلف المقامة - ان يقول في عبارة مسجوعة أبرز ما عرف عن ذلك الشاعر وشهر به،