والمنازعات الفردية والكيد الذي تثيره المنافسات من اجل المجد (السياسي - الادبي) . على انا يجب ان تحذر مما قد يسبق إليه الوهم فنظن ان الشعر هو الاداة الأولى التي كانت تمنح صاحبها حق التوقل في المناصب العليا في الدولة، حتى في دولة المعتمد بن عباد الذي يقول فيه المراكشي: " وكان لا يستوزر وزيرا إلا ان يكون أدبيا شاعرا حسن الأدوات فاجتمع له من الوزراء الشعراء ما يجتمع لأحد قبله " (?) ذلك ان مهمة الوزارة تتصل؟ قبل أي شيء آخر - بالكتابة، فإذا كان الكاتب مثل ابن زيدون وابن عمار وابن عبدون على مقدمة شعرية ممتازة صح له أن يبلغ مرتبة الوزارة ويكون شعره ميزة تعينه على ذلك، لمنه لو انفرد بالشعر دون الكتابة لما استطاع ان يبلغ تلك الوظيفة. ولو استعرضنا فهرست كتاب " قلائد العقيان " للفتح بن خافان لوجدنا طبقة الوزراء دائما تتصل بذكر الكتابة، أما الذين يلقبون بذوي الوزارتين، أي يحسنون النظم والنثر معا، فهم عشرة في العدد بين ثمانية وعشرين وزيرا.
ومن ثم يمكننا أن نتصور كيف كان الشعراء يتفاوتون في وضعهم الاجتماعي تفاوتا يجعلهم على وجه التقريب في ثلاث طبقات:
أ؟ - طبقة الشعراء الذين بلغوا أعلى مناصب الدولة، مثل ابن زيدون وابن عمار وابن عبدون. وكان هؤلاء ينالون رواتب ضخمة وبذلك يقفون في مستوى الطبقة الارستقراطية العالية.
ب - " شعراء منتمون "، أي يلزم الواحد منهم بلاط احد الأمراء وينتمي إليه، ويأخذ منه رسما شهريا (أو سنويا) مقررا، أو جوائز غير موقوتة بوقت، وأنما هي منحة تعطى القصيدة الواحدة. ويبدو أن " ديوان الشعراء " لم يعد له وجود لدى