فأوصله إليها حادي الاغتراب. ومن شعره في المقامة:
عربد بالهجر والعتاب ... نشوان من خمرة الشباب
طغا على ريقه حباب ... فاحتجت الخمر بالحباب وهذه هي القصة التي احتفظ بها ابن سعيد من هذه المقامة.
المقامات الأندلسية في العصور التالية:
ذكرنا عددا من المقامات التي ظهرت في العصور التالية من الأدب الأندلسي ولكن أكثرها لم يصلنا، وقد وصلنا بعض ما ألفه لسان الدين ابن الخطيب والمقامات النخلية للنباهي ومقامة تسريح النصال للزجال ومقامة العيد للأزدي، وليس فيها ما يشير إلى تطور ما في طبيعة المقامة أو موضوعها، فقد كانت مقامات لسان الدين في الاكثر تدور حول الرحلات ووصف البلدان، وكانت مقامات النباهي بالمفاخرة بين الكرمة والنخلة. أما تسريح النصال فان الشعر أغلب عليها من النثر وهي هزلية في طابعها وأما مقامته في أمر الوباء فالخطاب فيها موجه إلى " حمراء الملك " والمقامة احتجاج عليها لأنها تبقي السلطان في مكان قد فشا فيه الوبأ، مع أنه كان يفضل الانتقال إلى مالقة. وتعتمد مقامة العيد للأزدى على الكدية والحيلة، وهي من خير المقامات تصويرا للبيئة الشعبية الغرناطية في عصر لسان الدين بن الخطيب.
ومهما يكن من أمر المقامة واعتمادها على المحاكاة والتقليد فقد اصطبغ بعضها باللون المحلي وكان لها أثر في أدب يهود أسبانيا وربما كان لها أثر في الأدب الأسباني نفسه (?) .