إمارات الطوائف في يد يوسف بن تاشفين، ثم في حركة الانتقال الإرادي الذي تم بتشجيع من أمراء المرابطين ليعمر علماء الأندلس بلاط مراكش.
ولم يكن هذا الجلاء متصلا فحسب بالحروب والفتن، بل كان من أسبابه أيضا طلب الرزق أو الهرب من الضرائب والظلم. وقد اجتمع هذان العاملان معا في حال بلنسية وشاطبة؟ مثلا - عندما تولى أمرهما الفتيان العامريان، مظفر ومبارك، فقد اشتطا في تحصيل الضرائب، " حتى تساقطت الرعية وجلت أولا فأولا، خرجت عن أقاليمها آخرا " ولكنهما لما كانا فتيين صقلبيين، فقد لحق بهما لأول أمرهما كثير من موالي المسلمين، من أجناس الصقلب والإفرنجة والبشكنس، حتى لحق ببلنسية ونواحيها من هؤلاء الأصناف فوارس برزوا في البسالة والثقاف، وانفتح بباب الأندلس باب شديد في إباقة العبيد، إذ فزع اليهما كل شريد طريد وكل عاق مشاق، ولحق بهم كل عريف، ورئيس كل صناعة معروف، فنفق سوق المتاع لديهم، وجلبت كل ذخيرة إليهم؟ واستوطنها [أي بلنسية] جملة من جالية قرطبة القلقة الاستقرار، فألقوا بها عصا التيسار (?) . ولما كان السيد القنبيطور يحاول أخذ بلنسية " انقطع إليه من أشرار المسلمين وأرذالهم وفجارهم وفسادهم، وممن يعمل بأعمالهم خلق كثير، وتسمى بالدوائر [؟] فكانوا يشنون على المسلمين الغارات، ويكشفون الحرمات، يقتلون الرجال ويسلبون النساء والأطفال، وكثير منهم أرتد عن الإسلام؟ " (?) .
وكان من أسباب هذا الجلاء أيضا الصراع العنصري، فإن تغلب