وينتهي الزجال القصة بأن يشكو حاله لهذا القادم: " وأنه لا يحفظ من السور إلا عبس " لسوء حاله، فيقول له الرجل: إنه مرسل من قبل إنسان " عتب الدهر فبك وذم الزمان " ويختم الزجال زجله بمدحه ذلك الرجل الكريم الذي تذكره ويسأل له البقاء وأن يشرف به أمة محمد، ويريه غاية الأمل في بنيه ويعمره أطول الأعمار.
وليست القصة وحدها هي التي تجيء معرضا لتحليل ابن قزمان وتصويره بل إن المواقف العاطفية تنال من عنايته الدقيقة شيئا كثيرا، وهذا ما يجعل لزجله طرافة وتفردا.
5 - الزجل بعد ابن قزمان:
بين عهد ابن قزمان وعصر ابن سعيد عدد من الجالين أشهرهم مدغليس الذي عاد بالزجل إلى حومة القصيدة الملحونة، وله ديوان رآه الصفي الحلي بالمشرق ونقل منه. ومنهم الدباغ الذي ألف كتابا في أئمة المطبوعين ونقل هو نفسه الزجل إلى ميدان الهجاء والقول في اللياطة. أما بقية الزجالين الذين ذكرهم صاحب المغرب فهم: عبد الغافر ابن رجلون المرواني، حضر غزوة الأرك سنة 591؛ وابو الحسن علي بن جحدر وأبو عمرو الزاهد، وأبو بكر بن الحصار وأبو عبد الله ابن خاطب وأبو بكر بن صارم؛ والكساد في عهد منصور بني عبد المؤمن والبلارج القرموني وقد لقيه ابن سعيد، وأبو محمد الباهلي، والجرنيس والمكاردي وابن ناجية اللوقي وأبو زيد الحداد البكازور البلنسي، ويحيى ابن عبد الله البحبضة. وقد امتدت موجة الزجل إلى المغرب وظهر زجالون مغاربة منهم أبو عبد الله محمد بن حسون الحلا. كما أن رجلا أندلسيا